القاهرة | بدا الجيش المصري، أمس، حريصاً على النأي بنفسه عن تبني ما أوردته صحيفة «الأهرام العربي» لجهة اتهام عدد من قيادات الجناح العسكري في «حماس» بالتورط في مجزرة رفح التي أودت بحياة 17 جندياً من الجيش المصري في آب الماضي. المجلة زعمت أن من يقف خلف الجريمة هم 3 من المسؤولين في الحركة؛ «أيمن الذي هرب من سجن المرج أثناء ثورة 25 يناير حيث كان مقبوضاً عليه لضلوعه في التحريض والمشاركة مع آخرين في اقتحام الحدود المصرية عام 2008، محمد إبراهيم ابو شمالة الشهير بـ«أبو خليل»، رائد العطار وهو مهندس ومخطط ومنفذ عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط».
وذكرت «الأهرام العربي» أن «حماس» قامت بهذه العملية «انتقاماً من الجيش المصري الذي هدم عدداً كبيراً من الأنفاق». وفيما شدد رئيس تحرير «الأهرام العربي» أشرف بدر على أنه «تأكد بنفسه من مسؤولي المخابرات العامة والأمن القومي من هذه المعلومات»، لم تتبنّ المؤسسة العسكرية هذا الاتهام.
رأس المؤسس العسكرية، وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، فضل عدم التطرق مباشرة للموضوع واكتفى بالقول لـ«الأخبار» «لن ننسى شهداءنا في رفح، من قتلنا ونحن صائمون، سنلاحقه فالغدر لابد أن ينكشف ولا بد من الثأر»، مؤكداً أن القوات المسلحة تتحرك بأعلى معدلاتها لتكون من أقوى الجيوش في المنطقة وتساند بقوة أفراد الشرطة المدنية لتؤدي عملها بكفاءة.
أما المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية، أحمد محمد علي، فدعا في حديث مع «الأخبار» «من يملك أدلة أو وثائق أن حماس أو غيرها متورطة في هذا الفعل، عليه أن يقدمها فوراً لهيئة القضاء العسكري لأنه الجهة التي تتولى التحقيق في القضية التي لم تغلق ولن تغلق قبل عودة حق هؤلاء الجنود».
وأضاف «لا داعي لأن يكون هناك محاولة لإقحام مؤسسة القوات المسلحة بين الحركات السياسية الفلسطينية المختلفة في ما بينها، فمؤسسة الرئاسة هي المسؤولة عن هذا الأمر»، في إشارة إلى فتح وحماس ومسألة الوساطة التي يتولاها الجانب المصري. كذلك جزم علي بأن «القوات المسلحة لن تستفز»، مؤكداً على «علاقة طيبة بالقطاع المحتل، ولا أحد يستطيع نسيان دور مصر في القضية الفلسطينية».
من جهته، اعتبر مصدر عسكري، فضل عدم ذكر اسمه، لـ«الأخبار» أن الترويج لهذه الأسماء يعد «كروتاً محروقة» بمعنى أنه يجعل ما نشر مستبعداً تصديقه، مشيراً إلى أن في الأمر «محاولة لجر القوات المسلحة المصرية إلى أزمة سياسية، لن تدخلها».
على المقلب الآخر، شنت حركة «حماس»، بذراعيها السياسية والعسكرية، هجوماً حاداً على المجلة، واضعةً ما نشرته في سياق حملة من «الأكاذيب والأراجيف تهدف لكسر حربة الأمة التي تواجه الاحتلال الصهيوني».
الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام أبو عبيدة، أكد في مؤتمر صحافي عقده في غزة، أن النتائج المزعومة «ما هي إلا أوهام وأحلام تعشش في رأس رئيس تحرير وكالة الأهرام». وفيما أكد أن كتائب القسام ستقاضي رئيس تحرير المجلة بالأساليب القانونية، استغرب ما سماه «تمادي قناة العربية في تتبع القضايا التي تشكك في المقاومة الفلسطينية» و«التقاطها الأخبار الكاذبة ونشر وتسويق أخبار الأهرام دون تحري الصدقية».
أما تصريحات قادة الحركة السياسيين فلم تقلّ حدة. فبينما وضع المتحدث باسم الحركة، مشير المصري، «هذه التقارير في إطار الحملات المسعورة لبعض وسائل الإعلام المصرية بهدف إحداث وقيعة بين الفلسطينيين والمصريين»، اتهم القيادي في الحركة صلاح البردويل ضباطاً من السلطة الفلسطينية بالوقوف وراء تسريب هذه الأسماء. وأضاف البردويل «هذا يحدث في عهد المصالحة الوطنية، والوثائق موجودة بحوزتنا، فماذا نقول للصهاينة».