الرياض ــ الأخبار أعلن وزير العدل الأميركي، إريك هولد، خلال زيارته الى الرياض أول من أمس، أنّ الولايات المتحدة ترغب في تطبيق برنامج «المناصحة» السعودي من أجل مكافحة الإرهاب. وقال إنه أبلغ وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف، اهتمامه بهذا البرنامج، وأنّ بلاده قد تستفيد منه في محاربة التطرّف. وأشار إلى أن «زيارته إلى المملكة كانت فرصة لتقييم الجهود المشتركة لمكافحة قوى التطرف العنيف»، وأن «الردع ومكافحة التطرف هما جزء أساسي من هذا العمل حتى يتم التمكن من منع أعمال العنف قبل وقوعها»، وأن «مركز المناصحة ومثيلاته من المؤسسات الأخرى تبشر بأمل كبير في مكافحة الإيديولوجيات المدمرة»، بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام السعودية.
وأكّد أنه بحث مع الأمير محمد الاستعانة ببرنامج المناصحة وتطبيقه في الولايات المتحدة لمكافحة التطرف. وقال «التطرف يؤثّر في الجميع، والشبان يتأثرون بالأفكار الراديكالية، وينجذبون إليها، وسأعمل مع المملكة على تطبيق هذا النظام في الولايات المتحدة».
لكن وزير العدل الأميركي لم ينتبه إلى أنّ محمد بن نايف، مؤسس برنامج «المناصحة»، حيث يحمل المركز الخاص بهذا البرنامج اسمه «مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية»، كان قد تعرض في العام 2009 لمحاولة اغتيال على أيدي أحد متخرجي هذا المركز، حين ادعى الانتحاري أنه يرغب في تسليم نفسه وطلب لقاء مساعد وزير الداخلية آنذاك محمد بن نايف، قبل أن يفجر نفسه في وجوده.
وفات هولدر أنّ العديد من متخرجي برنامج المناصحة انتهوا «انتحاريين» أو معتقلين أو إرهابيين مطلوبين في كل العالم، وأن العديد منهم عادوا في بعض الأحيان لشنّ هجمات إرهابية ضخمة واصبحوا أكثر تشدداً مما كانوا عليه قبل دخولهم معتقل «غوانتانامو». وهذا ما يؤكده رئيس إدارة البحوث والاستشارات في جامعة نايف للعلوم الأمنية، العميد الركن الدكتور هاشم الزهراني، قائلاً إن هناك أشخاصاً «استفادوا من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، ومن ثم عادوا إلى الانخراط في التنظيمات الإرهابية، وأن تلك التنظيمات لديها تكتيكات تحت مسمى (تراجعات تكتيكية)»، مشيراً إلى أن «التنظيم في المملكة قادم من الخارج، ولديهم أشخاص يمتلكون فكر التراجع وهو فكر تكتيكي، كما حصل في الفترة الأخيرة». وتذهب بعض التقارير الى حدّ القول إنّ أكثر من نصف متخرجي برنامج «المناصحة» عادوا الى الإرهاب. مع أنّ وزارة الداخلية تؤكّد أنّ أكثر من 8 آلاف شخص استفادوا من برنامج مركز «الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية» للتخلي عن فكر التطرف والتكفير. وتقول إنّ المركز نجح في إعادة وتصحيح 92 في المئة ممن خضعوا لفترة المناصحة.
وأنشئ البرنامج عام 2005 بناء على قرار الملك عبدالله، وأداره وزير الداخلية الحالي محمد بن نايف. وبحسب السلطات السعودية، فان هذا البرنامج لا يقتصر على السعوديين، اذ استفاد منه أكثر من 51 جنسية في المملكة.
وتقرّ السلطات عودة بعض الحالات الى الإرهاب بعد الاستفادة من برنامج المناصحة، لكنها تقول إنها معدودة ولا تتجاوز الـ 0.5 في المئة، فيما بلغت نسبه الرافضين لمقابله المناصحين حوالي 7.5 في المئة. ويتلقى المركز حالات تعاني الانغلاق وعدم تقبل الآخر، وهو يخصص لها برامج خاصة.
وتتضمن عملية المناصحة عدة برامج، السياسي والاقتصادي والتاريخي والديني والاجتماعي والنفسي. وتقول وزارة الداخلية إن «نحو 220 أكاديمياً ومتخصصاً يقدمون العديد من البرامج للموقوفين في الشريعة والسياسة وعلم النفس والاجتماع والتاريخ والاقتصاد».
وتبلغ تكلفة هذا المشروع أكثر من 144 مليون ريال (38 مليون و400 ألف دولار). ويوجد هناك مركزان للمناصحة في الرياض وجدة، ويجري العمل من أجل افتتاح 3 مراكز في مواقع أخرى.