القدس المحتلة | بحجة توفير الأمن للماراثون الاسرائيلي، تحولت مدينة القدس المحتلة، أمس، إلى معسكر كبير لقوات الاحتلال، حيث قامت شرطة الاحتلال بإغلاق الشوارع الرئيسة التي تربط القدس الشرقية بالغربية، بحواجز حديدية، بدءاً من باب العمود وباب الساهرة، على أن يستمر الإغلاق لأكثر من 30 ساعة كاملة من السادسة من صباح أمس حتى الثانية بعد ظهر اليوم السبت. وأكثر ما يغضب المقدسيين خاصة، والفلسطينيين بشكل عام، هو أن الماراثون سيخترق البلدة القديمة ويصل حتى باب الخليل وباب الجديد في القدس. في المقابل، نظّم الفلسطينيون مسيرة في عاصمة فلسطين المحتلة مناهضة للماراثون الإسرائيلي، وهو الأمر الذي لم يرق قوات الاحتلال، فهاجمتها بمجرد انطلاقها في حي الشيخ جراح في المدينة، واحتجزت عدداً من المشاركين فيها.
وأكد عضو المجلس الثوري لحركة فتح في القدس ديمتري دلياني، لـ«الأخبار»، أنه رغم محاصرة جيش الاحتلال للمسيرة الفلسطينية، تحول ذلك إلى اعتصام تلقائي ضد الماراثون خاصة، وما تعانيه القدس بسبب الاحتلال بشكل عام.
رسالة المسيرة الفلسطينية، كما قال دلياني، هي للمشاركين في الماراثون الإسرائيلي، وخصوصاً الأجانب، لأنهم بذلك يدعمون احتلال المدينة «المقدسة» رغم عدم شرعيته، مؤكداً أن المقدسيين سيستمرون في كشف كافة مخططات الاحتلال التي تسعى لإخفاء الوجه الحقيقي له.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الطفل عبد بربر (15 عاماً)، وفراس شيخ «26 عاماً»، في منطقة باب العمود في القدس، إثر مواجهات اندلعت بعد أن قام جنود الاحتلال بقمع فعالية نظمتها فرقة شموع القدس للدبكة الشعبية احتجاجاً على الماراثون الإسرائيلي. وأغلقت قوات الاحتلال كذلك «نادي القدس» لمدة 48 ساعة، بعد اقتحامه، لمنع نشاط لجمعية الرازي الشبابية ضمن فعاليات «أسبوع القدس عاصمة الدولة الفلسطينية»، وهي فعاليات مضادة هي الأخرى للماراثون الإسرائيلي.
من جهته، رئيس النادي نعمان دكيدك أكد لـ«الأخبار» أن سبب اقتحام قوات الاحتلال لمقر النادي وإغلاقه هو «استضافة نشاط يخص السلطة الوطنية الفلسطينية في القدس، ومناهض للماراثون الإسرائيلي»، حيث دهمت الشرطة والاستخبارات الإسرائيليتين النادي وأخرجت كافة طلبة المدارس المشاركين في النشاط، وعلّقت أمراً على أبوابه يقضي بإغلاقه لمدة يومين.
أما أهم المشاريع الاستيطانية الأخيرة فهو تقسيم قرية «بيت صفافا» الفلسطينية بشق طريق استيطاني فيها، الأمر الذي جعل أهالي القرية يتظاهرون قبالة ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. واعتقلت قوات الاحتلال ثمانية من المتظاهرين، حسبما اعترفت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري.
في غضون ذلك (أ ف ب)، ولمناسبة إحياء الذكرى الثامنة لانطلاق الاحتجاجات الشعبية في قرية بلعين في الضفة الغربية ضد الجدار الفاصل الذي تقيمه إسرائيل على أطراف القرية، أقيم احتفال على مقربة من نقطة المواجهات مع الجيش الاسرائيلي الذي أطلق عدداً من القنابل المسيلة للدموع انفجرت بالقرب من المشاركين في الاحتفال، ومن بينهم رئيس الحكومة سلام فياض الذي استخدم كمامات طبية لمقاومة تأثير الغاز.
وسارت أمس مسيرات تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين في كل من ساحات المسجد الأقصى ومدينة نابلس وقرية كفر قدوم غربي المدينة، وتخللها مواجهات مع قوات الاحتلال. كذلك صلى نحو 600 فلسطيني في أراضي محافظة سلفيت القريبة من مستوطنة برقان بسبب قيام الإسرائيليين بتجريفها.