خوفاً من احتمال نشوب انتفاضة ثالثة، أعطى رئيس أركان جيش الاحتلال، بني غانتس، تعليماته برفع مستوى الجهوزية والاستعداد لتطورات أشدّ خطورة، بعد مشاورات أجراها مع الجهات المعنية، على أن يعقد الجيش اجتماعاً خاصاً هذا الأسبوع، لمناقشة التطورات. وفي محاولة لاحتواء تطور المواجهات في الضفة الغربية، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلب من السلطة الفلسطينية، عبر مبعوثه الخاص المحامي يستحاق مولخو، بشكل لا يقبل التأويل، العمل على تهدئة الخواطر في المناطق الفلسطينية، بالتزامن مع قراره بتحويل مستحقات الضرائب الى السلطة هذا الشهر أيضاً.
في هذه الأجواء، حذر الرئيس المؤقت للكنيست، بنيامين بن أليعازير، من «أننا نسير باتجاه انتفاضة يمكن أن تكون أكثر قساوة من سابقاتها»، مؤكّداً أنّه «بعد ما يقرب من 50 سنة من احتلال الضفة، لن يبقى الفلسطينيون هادئين وحتى (الرئيس الأميركي باراك) أوباما لن يبقى هادئاً أيضاً». ولفت الى أن الرئيس الأميركي لن ينتظر نتنياهو وتشكيل حكومته، كما لن ينتظر أيضاً أبو مازن. ورأى أن نشوب انتفاضة أخرى يمكن أن يلقي بظلاله على الاستقرار في الأردن ومصر والسعودية وكل دول المنطقة، لذلك فإن تصميم الولايات المتحدة لدفع الأطراف نحو اتفاق آخذ بالتزايد.
بدورها، توجهت رئيسة حزب «ميرتس»، زهافا غلاؤون، الى بن أليعازير للطلب من رئيس الحكومة المثول أمام الكنيست لتقديم تقرير سياسي في ضوء الأحداث التي تشهدها الضفة الغربية، مشيرة الى أنه «في الوقت الذي يتمركز فيه نتنياهو في مستنقع المفاوضات الائتلافية، فإن المناطق على حافة الاشتعال، نتيجة الإخفاقات الأمنية والسياسية للحكومة» الإسرائيلية. لكن بن أليعازير استبعد أن يتم هذا الأمر هذا الأسبوع لأن نتنياهو على أبواب الأسبوع الأخير من المفاوضات الائتلافية، وعلى ما يبدو سيضطر الى الطلب من رئيس الدولة تمديد فترة المفاوضات الائتلافية.
وحذر رئيس مجلس الأمن القومي السابق، اللواء غيورا إيلاند، من أن العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية قد تنزلق نحو دوامة من تصاعد العنف، على خلفية هشاشة الوضع الاقتصادي وقضية الأسرى واعتداء المستوطنين المتطرفين. وفي الصحف الإسرائيلية، رأى المعلق العسكري في صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، أن الفلسطينيين وإسرائيل في نقطة هي الأقرب إلى المواجهة منذ سنوات، وأنها للمرة الأولى منذ عام 2007، التي ترغب فيها السلطة الفلسطينية بإشعال الأوضاع، مبرراً ذلك بأنها تريد صرف الأنظار عن فشل الوحدة مع حركة «حماس» وإيجاد قضية مشتركة يلتف حولها الشارع الفلسطيني، وذلك في ضوء الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مناطق السلطة.
في المقابل، رأى المحلل في «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان، أنّ ما يغذي الإحباط الفلسطيني ويحرك دواليب الانتفاضة التالية هو انشغال العالم العربي عن الفلسطينيين، مضيفاً إن جولات العنف تمتطي في كل مرة أجندة جديدة، وهذه المرة وفرت إسرائيل للفلسطينيين ذريعة إضراب السجناء عن الطعام، وهو ما يحافظ على مستوى عنف ثابت الى حين وصول الرئيس الأميركي. وأضاف إن القيادة السياسية تعوّل على أنّ السلطة الفلسطينية لن تسمح للميدان بالاشتعال، على الأقل حتى زيارة الرئيس الأميركي لإسرائيل.
كذلك قالت صحيفة «معاريف» إن «السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس ليسا معنيين بانتفاضة ثالثة، وخاصة على أبواب زيارة الرئيس الأميركي للمنطقة، إلا أن وفاة أحد الأسرى المضربين عن الطعام، أو مقتل عدد من الفلسطينيين على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي قد يقود إلى فلتان الأمور من أيديهم».