واصلت وسائل الإعلام الإسرائيلية نقل المزيد من التقارير عن اعتقال وانتحار رجل «الموساد» الإسرائيلي الأوسترالي، «السجين X»، وخصوصاً أن القيادة السياسية والأمنية تواصل محاولة احتواء القضية وتطويق المساعي لنشر المزيد من المعلومات، على خلفية أن القضية تمسّ بأمن الدولة.
وجديد المعطيات التي نشرها موقع صحيفة «معاريف» ووسائل إعلامية إسرائيلية أخرى، نقلاً عن شبكة «ABC» الإخبارية الأوسترالية، أن اعتقال رجل «الموساد» زايغر (السجين X)، الذي عثر عليه منتحراً في زنزانته، قبل عامين من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية، جاء على خلفية شعور «الموساد» بالقلق عندما اكتشف أن زيغر التقى بجهاز الاستخبارات الأوسترالي، وأنه ربما نقل معلومات بشأن عملية كبيرة مزمعة في إيطاليا،خُطِّط لها لسنوات عديدة، وكشف بالمعلومات عن أساليب العمل وأسرار أمنية. وقالت الشبكة الإسرائيلية إنّ زيغر كان واحداً من ثلاثة أوستراليين غيّروا أسماءهم عدّة مرّات وحصلوا على جوازات سفر أوسترالية جديدة للسفر الى الشرق الأوسط وأوروبا في ما يتعلق بعملهم مع «الموساد». وفي ما يتعارض مع تقارير سابقة، ادّعت أنّه حُقِّق مع زايغر في أوستراليا، شددت الشبكة الأوسترالية على أنّ من غير المعروف من الذي بادر إلى إجراء الاتصال بالآخر. بدورها، نشرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» المعطيات نفسها، وقالت إن زايغر كان يزور أوستراليا مع عائلته دائماً. وخلال زياراته عمد الى تغيير اسمه، وإصدار جوازات سفر جديدة، الأمر الذي أثار شبهة السلطات. وفي إحدى زياراته، قدّم طلباً لتأشيرة عمل في إيطاليا. وجاء في التقرير أن «الموساد خشي من تسليمه أسراراً عن المنظمة، بما في ذلك تفاصيل بشأن العملية الكبيرة في إيطاليا».
وفيما أعلن أعضاء كنيست إسرائيليون وضع خطط للتحقيق في موت زيغر، الذي أكد أحد القضاة أنه انتحار، بدأ وزير الخارجية الأوسترالي بوب كار، تحقيقاً في طريقة معالجة وزارته للقضية. لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سعى خلال جلسة الحكومة أول من أمس الى تقليل اهتمام وسائل الإعلام بشأن القضية، قائلاً إنه «يثق تماماً» بأجهزة الأمن الإسرائيلية، ودعا إلى تركها تعمل بهدوء.
وتجدر الإشارة الى أنّ «ذا غارديان» البريطانية نشرت الأسبوع الماضي أن زايغر عمل في شركة وهمية أقامها «الموساد» في أوروبا، وباع قطعاً إلكترونية لإيران ودول عربية. وكان الصحافي الأوسترالي، جيسون كتسوكيس، أول من تحدث مع زايغر عن الموضوع في عام 2010، وقال إنه خلال عمله في إسرائيل في عام 2009 أجرى معه اتصالاً، واصفاً إياه بأنّه «مصدر ذو علاقات مع عالم الاستخبارات»، وتحدث عن أسماء ثلاثة أشخاص يحملون جنسيات أوسترالية ـــ إسرائيلية، يعملون في شركة وهمية أقامها «الموساد» في أوروبا.