جدّدت إسرائيل تحذيرها من إمكان انتقال السلاح غير التقليدي السوري إلى أيدي معادية، رغم تأكيدها أنّ هذه الأسلحة، لا تزال حتى الآن تحت سيطرة النظام في دمشق، وضمن المتابعة الدولية الحثيثة.
وشدّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس، على أنّ السلاح الكيماوي الموجود في حوزة النظام في سوريا، يمثل خطراً شديداً على إسرائيل، إلّا أنّه أكّد في المقابل، أنّ «امكانية استخدامه من جهة سوريا، لا يزال منخفضاً جداً».
وفي حديث مع طلبة إسرائيليين التقاهم في القدس المحتلة، أمس، أكد غانتس أنّ «لدى إسرائيل حلولاً دفاعية وهجومية لمواجهة أيّ سيناريو». وأضاف إنّ الجميع يأمل أن يستمر الهدوء والاستقرار مع سوريا، «لكن الأمل ليس خطة عمل، ولهذا السبب نعمل على الاستعداد والجاهزية العملياتية والاستخبارية، إضافة إلى جاهزية القوات ووضع العقبات والسواتر ووسائل قتالية مختلفة، وسنعرف كيف ندفع أي تهديد، يأتي من هذه الساحة».
بدوره، قال رئيس الشعبة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع الإسرائيلية، الجنرال عاموس جلعاد، أنّ النظام السوري، لا يزال يسيطر على مخازن ومستودعات الأسلحة الكيماوية وغير التقليدية، إلا أنّه أكد على «ضرورة اليقظة» كي لا تقع هذه الأسلحة في أيد معادية، كتنظيم القاعدة أو حزب الله.
وأضاف جلعاد، في حديث لإذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، أنّ «الضغوط الدولية دفعت النظام السوري إلى عدم السماح للمعارضة (السورية المسلحة) بالاستيلاء على هذه الأسلحة، لكن النظام نفسه بات في مرحلة متقدمة من التفكك، أيّ إنّ الوضع السوري بات متغيّراً جداً، وبالتالي إذا انتقل هذا السلاح إلى أيد معادية، فستكون مشكلة خطيرة جداً». ورداً على سؤال عن اتصالات تجرى بين إسرائيل ومعارضين للنظام في سوريا، أكد جلعاد وجوب «التصرف بذكاء» عبر اعتماد نهج بعيد عن الأضواء، مشيراً إلى أنّ «من غير المفيد التحدث عن وجود أو عدم وجود اتصالات».
إلى ذلك، نقل قوات من الجيش الإسرائيلي سبعة جرحى من المعارضة المسلحة السورية، بعد لجوئهم إلى موقع إسرائيلي على الحدود السورية _ الإسرائيلية، وذكرت وسائل الاعلام العبرية أنّ الجرحى السبعة نقلوا الى مستشفى «زيف» في صفد، مشيرة إلى أنّ حالة أحدهم بالغة الخطورة، فيما وُصفت حالة الستة الآخرين بالمتوسطة، وخضع اثنان منهم لعمليات جراحية. وأوضح مصدر عسكري إسرائيلي للإذاعة العبرية، أنّ مساعدة الجرحى السوريين، ليست إلا حادثاً فردياً لا يدل على أيّ تغيير في السياسة التي يتبعها الجيش الإسرائيلي، بعدم السماح لأيّ كان باجتياز الحدود مع سوريا، إلا في الحالات الإنسانية الاستثنائية.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قد أكد بدوره على «استثنائية» حادثة نقل الجرحى، إذ أشار في مستهل جلسة الحكومة، أمس، إلى أنّ «المعارك تجري بالقرب من حدودنا، ونحن سنعمل على منع الانتقال أو الدخول إلى الأراضي الإسرائيلية، باستثناء حالات شاذة محدودة، تدرس فيها كل حالة على نحو منفصل».