لم تمنع الأجواء العاصفة المواطنين من التجمع في «باب الزقاق» في بيت لحم، ووسط نابلس، لانتظار الحافلات التي تقلهم إلى بلدة «بيتونيا» قرب رام الله، للصلاة والتظاهرة أمام سجن عوفر العسكري الإسرائيلي في جمعة «كسر الصمت» نصرة للأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، والذين يواجهون خطر الموت، وخصوصاً الأسير سامر العيساوي والأسرى جعفر عز الدين، طارق قعدان، وأيمن الشراونة.
وأمام معبر عوفر، الذي يبعد مئات الأمتار عن معسكر عوفر العسكري، شارك أكثر من ألف مواطن من رجال ونساء وشبان وأطفال في صلاة الجمعة. وما أن انتهت الصلاة، حتى اندلعت مواجهات عنيفة بين مئات الشبان وجنود الاحتلال الإسرائيلي، الذين حاصروا المصلين منذ البداية وبأعداد كبيرة، فأطلقوا قنابل الغاز السام، والمسيل للدموع، والرصاص المطاطي، في محاولة لتفريق المتظاهرين، الذين واصلوا رشق قوات الاحتلال بالحجارة. وأكدت مصادر طبية فلسطينية سقوط أكثر من مائتي اصابة في صفوف المواطنين بسبب قنابل الغاز والرصاص المطاطي.
وقال الأمين العام للمبادرة الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، لـ«الأخبار» إن زحف الجموع الذي وصل إلى ألف مشارك هو مؤشر إيجابي على نصرة الشارع للأسير العيساوي وإخوته المضربين عن الطعام، في معركة وصفها البرغوثي بالبطولية.
أما النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي أحمد الطيبي والذي شارك في الصلاة أمام معتقل عوفر، فقال للصحافيين عقب الصلاة إن هذه المعركة بين الأسير والسجان سينتصر فيها الاسير لا محالة. وبحسب آخر المعلومات الطبية، وبعد 208 أيام على إضراب الأسير العيساوي عن الطعام، هناك امكانية كبيرة لإصابته بالشلل العصبي بعد تدهور حالته الصحية، عدا إمكانية وفاته في أي لحظة، بسبب عدم الانتظام في وظائف الجسم نتيجة توقفه عن تناول الماء والفيتامين.
(الأخبار)