حلّت الدعوة الروسية لرئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب بنداً من خارج الجدول على اجتماع «الائتلاف» في القاهرة حيث لم تطرح، أمس، مسألة «تشكيل حكومة موقتة»، فيما رأت موسكو ضرورة إجراء اجتماع لـ«مجموعة العمل حول سوريا» مع توسيع أطرافها، وأعلنت فتح أبوابها لإجراء مفاوضات سورية _ سورية. وقال عضو «الائتلاف»، عقاب يحيى، إنّ الائتلاف «يدرس خلال اجتماعه جدوى زيارة رئيسه لموسكو». ولفت إلى أنّ «أعضاء الائتلاف يرون أنّ روسيا لا تزال مصرّة على التحالف مع نظام بشار الأسد، لكن الاتجاه العام هو دراسة دعوة لافروف على ضوء المعطيات الدولية بشكل عام وجدوى الزيارة في حلّ الأزمة الراهنة في سوريا». وجدّد التأكيد على أنّ «الائتلاف يرفض الحوار مع النظام، ويقبل فقط بالتفاوض معه في حال تنحية رأس النظام».
ولفت يحيى إلى أنّ اجتماع الائتلاف في القاهرة، أمس، لم يبحث مسألة تشكيل الحكومة الانتقالية، مضيفاً أن هذا الأمر سيطرح للنقاش خلال الاجتماع المقبل للائتلاف، من دون أن يحدد موعداً لهذا الاجتماع.
بدوره، قال خالد الناصر، عضو الهيئة السياسية للائتلاف، إن وفداً من الائتلاف سيزور المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا «قريباً». وفي تصريحات إلى وكالة «الأناضول»، لفت الناصر إلى أنّ الزيارة تأتي بهدف «استطلاع الأمور الميدانية ولقاء مسؤولي المجالس المحلية وقيادات من الجيش الحر». وعن إمكانية لقاء وفد المعارضة بممثلين عن النظام السوري، نفى الناصر ذلك بشدة، وقال «هذا الأمر ليس مخططاً له، واقترحه علينا معاذ الخطيب في السابق ورفضناه».
موسكو أكّدت من جديد زيارة الخطيب القريبة، وقال نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، إنّ الخطيب سيزور روسيا في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لإجراء مباحثات مع وزير الخارجية سيرغي لافروف حول سبل الخروج من الأزمة السورية. ورأى أنّ موسكو ترى أنّ من الضروري إجراء لقاء جديد، في أسرع وقت ممكن، لمجموعة العمل حول سوريا، لأنّ الوضع الحالي يمكن أن يؤدي إلى انهيار البلاد. وأشار إلى أنّ موسكو تؤيد توسيع أطراف «مجموعة العمل على حساب لاعبين خارجيين مؤثرين، كالسعودية وبعض الدول المجاورة كلبنان والأردن ومصر إلى جانب إيران».
وفي السياق، أكّد المتحدث باسم الخارجية الروسية، ألكسندر لوكاشيفتش، أنّ موسكو تساند بنشاط جميع من يسعى إلى الحلّ السياسي في سوريا. ورأى أنّ وقف حمام الدم يمرّ عبر حوار سوري داخلي واسع. وأوضح أنّ روسيا مستعدة لتقديم رقعة للسوريين كي يتفاوضوا، في حال أرادوا اللقاء في موسكو. وأشار إلى أنّ «السلطات الروسية مستعدّة لإجراء حوار بدون شروط مسبقة، في حين أنّ رئيس الائتلاف يضع شروطاً لبدء الحوار». في موازاة ذلك، لفت رئيس الوزراء السوري المنشق، رياض حجاب، إلى «أنّه مع العمل الجماعي وعمل المعارضة السورية لإسقاط النظام السوري»، معتبراً أنّه «يجب أن يكون هناك رؤية سياسية واضحة تعبّر عن توجهاتنا». وأوضح حجاب، في حديث تلفزيوني، أن «سوريا محتلة من قبل النظام الإيراني، وهناك عشرات الآلاف من الضباط والجنود الإيرانيين إلى جانب «حزب الله» يقاتلون ضد الشعب السوري».
دمشق، من جهتها، أكّدت مجدّداً، انفتاحها على الحوار، وقال رئيس مجلس الوزراء، وائل الحلقي، خلال لقائه وفداً إعلامياً وحقوقياً هندياً، إنّ سوريا منفتحة على كلّ المبادرات الرامية إلى حلّ الأزمة سياسياً، وبما يضمن سيادتها ووحدتها، مع رفض التدخل الخارجي.
وفي كلمة ألقاها في لندن حول «مكافحة الإرهاب في الخارج»، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، إن «سوريا هي اليوم الوجهة الأولى للجهاديين في العالم أجمع. ومن بين هؤلاء هناك أشخاص مرتبطون ببريطانيا وبدول أوروبية أخرى». وأضاف أن «هؤلاء الجهاديين قد لا يشكلون أي خطر علينا عندما يذهبون الى سوريا، ولكن إذا ظلوا على قيد الحياة يمكن أن يعودوا مزودين بإيديولوجية أكثر تصلباً وبخبرة في الأسلحة والمتفجرات»، مشيراً الى أنه «كلما طال أمد النزاع كان الخطر أكبر».
في غضون ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنّ «الكارثة تتعمق في سوريا من دون حلّ سياسي في الأفق». وأوضح، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، «أنّه مع مبادرة رئيس الائتلاف أحمد معاذ الخطيب»، مشدداً على أنّ «المبادرة يجب استثمارها دولياً». وفي السياق، التقى مدير مكتب المبعوث الأممي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، في دمشق، مختار لاماني، ممثلين عن المعارضة المسلحة في بلدة يبرود في ريف دمشق، في لقاء هو الرابع من نوعه.
في سياق آخر، أعلن وزير التجارة والجمارك التركي، حياتي يازجي، ضبط كميات كبيرة من الأسلحة كانت ستهرّب من تركيا إلى سوريا خلال كانون الثاني الماضي. ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن يازجي قوله «إن قوات الأمن التركية ضبطت خلال الشهر الفائت مئات البنادق وكميات من الذخائر التي كان من المقرر إرسالها من تركيا إلى سوريا».
ميدانياً، أفادت قناة «روسيا اليوم» عن تحرير الحافلة المختطفة في ريف إدلب. وكانت القناة قد أشارت إلى اختطاف 48 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء، كانوا يتجهون إلى دمشق هرباً من بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين بمئات المسلحين الموجودين في القرى المحيطة منذ أشهر.
من ناحية أخرى، أفادت مواقع المعارضة عن إسقاط طائرتين حربيتين في ريف إدلب، بالتزامن مع إعلان مسلحين معارضين سيطرتهم على مدينة الشدادي في ريف الحسكة، عقب اشتباكات أدت إلى سقوط ضحايا من الطرفين تجاوز عددهم المئة، فيما دارت اشتباكات خلف منطقة «كراجات البولمان» في دمشق مع استمرار القصف على مناطق بجوبر وريف المحافظة.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إنّ «الجيش استعاد السيطرة على حيّ جوبر في حمص بعد اشتباكات عنيفة استمرت أسابيع، ويقوم بعمليات تمشيط في المباني والمنازل، وفي البساتين المحيطة بحي السلطانية المجاور».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، سانا)