أحمد معاذ الخطيب سيزور موسكو نهاية الشهر الجاري، و«ائتلافه» يبحث اليوم، بحضوره، تشكيل حكومة مؤقتة. قطر، بدورها، أعطت دفعة «قانونية» للمعارضة عبر تسليمها السفارة السورية في الدوحة. وزير الخارجية وليد المعلم سيتّجه أيضاً إلى العاصمة الروسية، في وقت رأت فيه أنقرة أن تفجير أول أمس محاولة لاستفزازها وتوريطها.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أنّ موسكو تنتظر نهاية الشهر الجاري زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، حيث سيجري مباحثات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف. ورأى بوغدانوف أنّ تحديد الموعد النهائي لهذه الزيارة سيتم قريباً.
وقال بوغدانوف، في تصريح إلى قناة «روسيا اليوم»، إنّ عدداً من الشخصيات السورية المعارضة سيصل أيضاً إلى موسكو، بمن فيهم رئيس «الائتلاف» أحمد معاذ الخطيب.
دمشق أعلنت، من جهتها، فتح أبوابها للحوار على الأراضي السورية تحت سقف الوطن مع المعارضة في الداخل والخارج، وفق برنامج الحلّ السياسي الذي تبنته الحكومة السورية وباشرت به. كما رحبت، في بيان لوزارة الخارجية، بدعوة موسكو للوزير وليد المعلم، نافية وجود رابط بين زيارة المعلم لموسكو وزيارات لمجموعات معارضة.
«الائتلاف» المعارض، من ناحيته، يجتمع اليوم في القاهرة وأجندته لا تشبه المناخ المشجّع على الحوار. وقال عضو اللجنة القانونية للائتلاف، هشام مروة، إن اجتماع الهيئة سيبحث تشكيل حكومة موقتة. وأضاف، في تصريح إلى وكالة «الأناضول»، أنّ مهمات الحكومة ستكمن في التمهيد لعقد مؤتمر وطني عام، يصدر عنه إعلان دستوري يطرح للاستفتاء عليه من قبل الشعب.
وفي إطار دعمها المستمرّ للمعارضة، قرّرت قطر، بشكل أحادي ومفاجئ، تسليم مبنى السفارة السورية في الدوحة إلى سفير «الائتلاف» نزار الحراكي. وأشار بيان للائتلاف إلى أنّ الحراكي واثنين من كوادر السفارة سيعتبرون «شخصيات دبلوماسية رسمية». واعتبر الائتلاف هذه الخطوة «على درجة كبيرة من الأهمية، وسابقة إيجابية جداً».
من ناحيته، أشار عضو «الائتلاف»، عبد الباسط سيدا، في حديث صحافي، إلى أن «زيارة وفد المجلس لسوريا أتت في إطار الدعم والتواصل مع القيادات العسكرية في الداخل، لا سيما بعد قرار أحمد معاذ الخطيب الحوار مع النظام، في خطوة لا تتوافق مع الأسس التي بني على أساسها الائتلاف».
في موازاة ذلك، أشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى أنّ «المفاوضات بين طرفي الصراع في البلاد يجب أن تأتي فقط بعد أن يتمّ الاعتراف بمصالح القوى الإقليمية الوسيطة». ورأت أنّ «تحقيق الحلّ السلمي في سوريا يتطلب وساطة سرية من خلف الكواليس من قبل أطراف ذات صدقية، وذلك من أجل التواصل مع كلّ من السعودية وإيران».
على صعيد آخر، لا تزال مسألة التفجير على الحدود التركية تتفاعل، وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، إنّ انفجار السيارة الملغومة محاولة لاستفزاز تركيا وتوريطها. بدوره، أشار وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، في حوار مع صحيفة «ملييت» التركية، إلى أنّه «بجانبنا حرب أهلية نعمل على أن تؤثر علينا بحدها الأدنى». ورأى أنّ هدف من قاموا بالتفجير على معبر الحدودي هو توريط تركيا في سوريا. والتقى داوود أوغلو أعضاء اللجنة التنفيذية بالمجلس الوطني السوري في أنقرة. وكشف داوود أغلو، بحسب وكالة «الأناضول»، النقاب عن معلومات بخصوص الاتصالات والمباحثات التي قام بها مؤخراً في ميونيخ، والقاهرة، وباريس، وعن الجهود المبذولة من أجل دفع المجتمع الدولي إلى أخذ خطوات أكثر فاعلية حيال الأزمة.
في السياق، دان الأمين العام للأمم المتحدة الاعتداء «الحدودي»، وكرّر قلقه من مخاطر تمدّد النزاع السوري، حسب ما أعلن المتحدث باسمه مارتن نيسركي. من ناحيتها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، إنّ بلادها لم تتلقَّ طلباً من تركيا بشأن تأمين الحدود التركية السورية. وأوضحت «أنها تريد بذل كل ما في وسعها، في حال تلقيها طلباً مشابهاً، سواء عن طريق التعاون الثنائي أو حلف شمالي الأطلسي».
من ناحية أخرى، أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، أن منح مقعد سوريا في الجامعة للمعارضة السورية «غير وارد» في الوقت الراهن.
وفي تطورّ ميداني في الجولان المحتلّ، قالت مصادر عسكرية إنّ جنوداً إسرائيليين أطلقوا الرصاص عبر خط وقف اطلاق النار مع سوريا في مرتفعات الجولان، ما أسفر عن إصابة رجل اقترب من السياج الحدودي.
وأضاف أنّه تمّ نقله، في وقت لاحق، في اتجاه سوريا بواسطة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
في سياق آخر، أعلن رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي، ألكسي بوشكوف، أنّ روسيا ترفض اشتراط رحيل الرئيس بشار الأسد بنداً مسبقاً لإطلاق الحوار. وقال بوشكوف، في مؤتمر صحافي، إنّ «الولايات المتحدة بدأت تتجه نحو الموقف الروسي في ما يخصّ أزمة سوريا».
في غضون ذلك، أكد رئيس شركة «روس أبورون اكسبورت» الروسية، أناتولي إسايكين، أنّ شركته لم تورد منظومة «إسكندر» الصاروخية وأيّ أسلحة هجومية أخرى إلى سوريا. وأكّد أنّ بلاده قامت بتوريد منظومات الدفاع الجوي إلى سوريا، وفقاً للعقود التي تم إبرامها سابقاً. إلى ذلك، وبعد نحو ثلاثة أشهر على الجدل في شأن استقالته أو انشقاقه، ظهر المتحدث السابق باسم وزارة الخارجية السورية، جهاد مقدسي، ليعلن أنّه ترك سوريا بسبب «الاستقطاب والعنف اللذين لم يتركا مكاناً للاعتدال والدبلوماسية». وفي بيان أصدره، لفت مقدسي إلى أنه كان يأمل أن يضمد الحوار الوطني المنشود، الذي لم يرَ النور، الجراح. وأضاف: «لم تطأ قدمي أبداً أوروبا ولا أميركا، وليس لدي أسرار يطمع فيها أحد، فما أعرفه كناطق إعلامي لا يتجاوز ما يعرفه أيّ مواطن سوري عادي».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، أ ب)