ليس محسوماً بعد ما إذا كان الحوار الوطني سينعقد في المنامة غداً، بما أن المعارضة لم تقدّم بعد لائحة بأسماء المشاركين الثمانية فيه. قالت إنها تنتظر ردّ وزير العدل على رسالتها التي تحمل أسئلة حول آلية الحوار، وبعدها تقرّر ان كانت ستشارك، في وقت يواصل فيه وفد من قادة المعارضة جولته في موسكو، المفترض أن تنتهي غداً أيضاً، ويواصل الشارع مسيراته تحت عنوان «نداءات الثورة»، لإحياء العام الثاني للانتفاضة.ويفترض أن تبدأ جلسات الحوار مساء غد في منتجع بجنوب البحرين بمشاركة 27 مندوباً يمثلون المعارضة والجمعيات الموالية للحكم ومستقلون من مجلس النواب والشورى، إضافة الى ثلاثة أعضاء من الحكومة. وقالت وزيرة الاعلام، سميرة رجب، إن «الحوار سينطلق في العاشر من الشهر الجاري، والجمعيات المعارضة هي الوحيدة التي لم تتقدم بقائمة ممثليها حتى الآن». وأضافت أن «جميع استفسارات المعارضة تمّ الردّ عليها بوضوح». واتهمت المعارضة بالمماطلة، زاعمةً أن خلف ذلك «ارتباطات بأجندات خارجية ورغبة بربح الوقت وتداخلاً مع شؤون أخرى مثل الأزمة السورية». لكن المعارضة تؤكّد أنّها لا تريد أن تدخل في حوار «طرشان» ثان، كما جرى العام الماضي، لذلك رفعت الى وزير العدل بعض الاستفسارات حول آلية الحوار، ولم تتلق الإجابة بعد. وقال القيادي في جمعية «الوفاق» خليل مرزوق «موقفنا الثابت هو اننا مستعدون لحوار جاد يخرج البحرين من محنتها وليس لحوار تضييع الوقت». وأشار الى أن هناك «رغبة لدى السلطات بإحراج المعارضة عبر الإظهار بأنها هي من ترفض الحوار»، معتبراً أن ذلك «يظهر أنه ليس لدى السلطة رغبة في الحوار». وأوضح «نريد تحديد أجندة وتحديد آليات جديدة غير تلك التي أوصلت الى فشل في المرة الماضية. اذا كان التفاوض مرفوضاً في الآليات والشكل فما بالك بالسقوف؟». وقالت خبيرة شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية، كلير بوغران، إن كلاًّ من الطرفين في البحرين «يحاول اختبار نوايا الآخر. أسس (الحوار) هشة جداً والمواقف التي ينطلق منها الطرفان متباعدة كثيراً». وأضافت أن المعارضة البحرينية «متشائمة جداً، لكنها لا تريد أن تقوم بخطوة ناقصة تحملها، مرة جديدة، مسؤولية الفشل».
في غضون ذلك، واصل وفد المعارضة البحرينية لقاءاته في موسكو، حيث التقى أمس، مجموعة من المفكرين الاستراتيجيين والمستشرقين الروس ورئيس مركز روسيا للدراسات الاستراتيجية. كما تواصلت مسيرات «نداءات الثورة» ليومها السابع على التوالي، حيث جرت أمس تظاهرة خاصة بالنساء حملت عنوان «المرأة البحرينية..ثورة»، ويفترض أن تتواصل هذه المسيرات حتى تبلغ ذروتها يوم الرابع عشر من شباط ذكرى انطلاقة الانتفاضة.
(الأخبار، أ ف ب)