معارك عنيفة خاضها الجيش السوري وقواته الرديفة في الطريق إلى بلدة كنسبا، في الريف الشرقي لمدينة اللاذقية، خلال عملية استغرقت 10 أيام متواصلة. تحقيق الهدف في السيطرة على آخر معاقل المسلحين في جبال الساحل السوري لم يكن طويلاً، في ظل تغطية سلاح الجو الروسي والمدفعية السورية. وفي حين تتواصل المعارك على أطراف التلال الشرقية للبلدة، يؤكد مصدر ميداني أن وحدات من الجيش تواصل تمشيط الأطراف الشمالية للبلدة، المتصلة بالتلال الواقعة بين البلدة المحررة حديثاً وقرية بداما شمالاً، والتابعة لريف إدلب الغربي.
سيطر الجيش على 750 كلم مربعاً منذ بدء عمليته في اللاذقية
وفيما تتوارد أنباء عن إسدال الستارة على الصراع المسلح في ريف اللاذقية، من خلال السيطرة على كنسبا الخارجة عن سيطرة الدولة منذ ما يقارب أربع سنوات، تذكر مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أن البلدة الجبلية هي آخر المراكز الكبرى للمسلحين في جبال اللاذقية، بعد سقوط بلدتي سلمى وربيعة. غير أن المصادر تركز على عدم إعلان الريف اللاذقي خالياً تماماً من المسلحين، باعتبار أن مساحة 18% من ريف اللاذقية لا يزال خارج سيطرة الدولة، أي ما يقارب 135 كلم مربعاً تقريباً. النسبة المذكورة تتضمن قرى واقعة على أطراف ريف اللاذقية الذي يشترك مع حدود أرياف مدينتي إدلب وحماه، ومن أهمها: كبانة إلى الجنوب الشرقي من كنسبا، إضافة إلى خط قرى شحرورة ــ حياة ــ نوارة أقصى الشمال الشرقي، وقرى واقعة على أطراف الريف كالبيضاء، بيت جناورو، وصولاً إلى كندة على حدود المدن الثلاث: إدلب وحماه واللاذقية. مصدر ميداني أكد أن العملية كانت متقنة بسبب تنسيق المهمات، إذ اقتحمت وحدات من الجيش البلدة من الجنوب الشرقي، عبر قرية شلف المجاورة، بالتزامن مع هجوم القوات الرديفة على البلدة من محورها الغربي، عبر وادي باصور، ما أفضى إلى السيطرة على البلدة خلال أيام من بدء العملية. البلدة الواقعة أقصى شرقي ريف اللاذقية تشكل مخرجاً مهماً للقوات نحو ريف إدلب، إذ تبعد عن حدود إدلب مسافة 3 كلم، وعن مدينة جسر الشغور 13 كلم، فيما تفصلها عن الحدود السورية ــ التركية مسافة 5 كلم شمالاً. وبالسيطرة على البلدة يتمكن الجيش من السيطرة على مساحة 750 كلم مربعاً، منذ بدء عمليته العسكرية، في الريف الساحلي.
وفي مدينة حلب، شهدت أحياء المدينة تقدماً لافتاً لـ«الوحدات» الكردية على محور بستان الباشا ومنطقة السكن الشبابي شمال حي الأشرفية، إذ سيطرت على الطريق الواصل بين جامع الهلك ومعبر الشيخ رز، في الجهة الشرقية لحي الشيخ مقصود. وتؤكد مصادر «الأخبار» أنّ أهمية التقدم تأتي من اعتبار معبر الشيخ رز هو صلة الوصل بين أحياء الشيخ مقصود والأشرفية والسكن الشبابي وبني زيد من جهة، وحي الهلك شرقاً، من جهة أُخرى. ويأتي ذلك بعد إغلاق معبر بستان القصر قبل عام، والذي كان يربط أحياء حلب الشرقية بالغربية. وتؤكد المصادر أن «الوحدات» تواصل تمشيطها للأبنية في منطقة الأشرفية، بعد سيطرتها على عدد من كتل الأبنية المجاورة لمجمع المدارس، شرق جامع صلاح الدين ومخفر الأشرفية. وتعتبر المصادر طريق الكاستيلو، شمالي حلب، ساقطاً نارياً من قبل «الوحدات»، في حين يبقى طريق الإمداد الوحيد للمسلحين عبر حريتان في الريف الشمالي، وصولاً إلى معامل الخالدية في الشمال الغربي للمدينة، ومنها إلى بقية الأحياء الخارجة عن سيطرة الجيش السوري.
وفي ريف حمص، صدّ الجيش هجوماً لمسلحي تنظيم «داعش» على جبهة مهين ــ الحدث، في الريف الجنوبي الشرقي، باتجاه جبل التين، من دون تحقيق أي تقدم لمصلحة التنظيم. يأتي ذلك بالتزامن مع اشتباكات مشابهة على محور بلدة القريتين، إلى الجنوب الشرقي أيضاً.