سبعة أسئلة أجاب عنها الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي عبر البريد الإلكتروني مع موقع «tunisie ــ secret». وفي مقابلته «الحصرية»، مع الموقع الناطق بالفرنسية، أكّد بن علي أنّه لم يكن ينوي مغادرة تونس نهائياً، وأنّه كان يجهّز لإلقاء خطاب رابع يتضمن قرارات مهمة، كما أنّه لم يعطِ الأوامر لإطلاق النار على المتظاهرين. وتابع أنّه تمّ إقناعه بأنّ حياته، هو وأفراد عائلته، باتت في خطر وأنّه لا يمكن ضمان الحماية لهم، لذا غادر البلاد.
وأوضح أنّه غادر تونس على متن الطائرة من دون أدويته ونظارتيه، على أمل العودة بعد وصوله إلى المملكة السعودية، لكن الطائرة أقلعت عائدة إلى تونس من دون إعلامه، بينما كان ينتظر في المطار بجدة. وذكر أنّه «لم يكن لي نية الذهاب إلى فرنسا، على عكس ما قيل، وتردّدت بين بلدين شقيقين، المملكة العربية السعودية والجزائر». وقال الرئيس السابق إنّه لم يعط الأوامر لوزيري الداخلية والدفاع لإطلاق النار على المتظاهرين خلال أحداث الثورة. وتابع «بدءاً من يوم 8 يناير/ كانون الثاني، وبعدما تلقيت تقارير عن مهاجمة مراكز للشرطة والحرس الوطني من قبل إرهابيين، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى، وجّهت تعليمات إلى قوات الأمن باستعمال أسلحتهم في حالات دفاع شرعي عن أنفسهم».
وأضاف «أقسم أمام الله وأمام الشعب التونسي إنني لم أعطِ أيّ أوامر بإطلاق النار على المتظاهرين. وأنا متأكد من أنّ وزيري الداخلية والدفاع بريئان من التهم الموجهة إليهم». وتابع «مستعدّ للردّ على كلّ الاتهامات الموجّهة إليّ أمام محكمة مستقلة».
ورداً على سؤال حول الأموال والمخدرات والأسلحة التي تمّ العثور عليها في قصر سيدي الظريف الرئاسي وعرضت على التلفزيون الرسمي، نفى بن علي وجودها أصلاً في القصر، مشيراً إلى أنّ الأموال كانت ضمن الخزنة السوداء للرئاسة، وهو أمر معمول به في كل الدول حسب تعبيره.
وأوضح أنّه قبل مغادرته البلاد، في 14 يناير/ كانون الثاني باتجاه السعودية، كان ينوي إلقاء خطابه الرابع في الثامنة ليلاً حال عودته، بعد تأمين وصول عائلته إلى السعودية، قائلاً «ظلّت ست صفحات على مكتبي في قرطاج، عندما رافقت عائلتي إلى المطار».
ولفت إلى أنّ المقربين منه نصحوه بارتداء بذلته العسكرية في الخطاب، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقال بن علي «كنت أنوي إعلام الشعب بأنّ البلاد في خطر وأنّ مجموعات إرهابية قدمت من أوروبا، وقد ألقينا القبض على البعض منها وأن خلايا إرهابية نائمة استيقظت، وأننا تعرضنا للخيانة من دولة عربية شقيقة وأخرى دولة غربية». وأضاف بن علي إنّه أراد أن يعلن في الخطاب تأسيس حكومة وحدة وطنية برئاسة وزير الخارجية آنذاك كمال مرجان، وبمشاركة أحزاب معارضة عديدة وشخصية إسلامية من داخل البلاد، تدوم لسنة واحدة، وتكون مهمتها التحضير لانتخابات برلمانية.
كما أشار إلى أنّه كان سيعلن تقاعده إبّان الانتخابات، والابتعاد نهائياً عن الحياة السياسية.
(الأخبار)