أجمعت التقارير والتحليلات العبرية، أمس، على أن الناخب الإسرائيلي وجّه صفعة شديدة ومدوّية للكتل والأحزاب اليمينية عامة، ولرئيس الحكومة المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، على وجه الخصوص. فقد أظهرت النتائج شبه النهائية غير الرسمية، تراجعاً حاداً لكتلة «الليكود ـــ بيتنا»، من 42 مقعداً في الكنيست الماضي، الى 31 مقعداً في الكنيست الحالي، ومن دون أن تحظى أحزاب اليمين بأغلبية كانت متوقعة. وإذا تم تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة المقبلة، وهو المرجح حتى الآن، فذلك يعود بالدرجة الأولى إلى عدم وجود شخصية أخرى، تتمتع بوزن سياسي لتشكل بديلاً منه، حتى في ما يتعلق برئيس الكتلة الأكبر في معسكر الوسط اليسار، يائير لابيد، الذي نال حزبه، «يش عتيد» (يوجد مستقبل)، 19 مقعداً.
ومن هنا، انشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بالبحث عن الأسباب التي أدت الى فشل نتنياهو واليمين عموماً، مع تحميل رئيس الحكومة نفسه، مسؤولية الفشل. وبحسب صحيفة «هآرتس»، «لقد أعربت إسرائيل أمس عن حجب الثقة عن رئيس الوزراء؛ فبعد أربع سنوات من قيادة الدولة، الى جانب شريكه، افيغدور ليبرمان، قال الإسرائيليون كلمتهم: لقد فشل نتنياهو. فشل في المجال السياسي، وفشل في العلاقات الخارجية وفشل في المجال الاجتماعي ـــ الاقتصادي. وفشله من نوع فشل الزعامة، ومن شأنه أن يثقل عليه من الآن فصاعداً، حتى إنه بقي على كرسي رئاسة الوزراء».
وكتب معلق الشؤون السياسية في الصحيفة، ألوف بن، أن الصفقة بين نتنياهو ووزير الخارجية المستقيل، ليبرمان، بتشكيل تكتل «الليكود ــ بيتنا»، قد تكون أمنت لنتنياهو البقاء على كرسي رئاسة الوزراء، لكنّه تلقى صفعة مؤلمة من الناخبين.
صحيفة «معاريف» وصفت حالة نتنياهو، لدى تلقيه نتائج عينات التصويت، وقالت إنه «في الساعة الأخيرة قبل إغلاق صناديق الاقتراع، جلس رئيس الحكومة في مكتبه مع مقربيه، ويداه ترتجفان، إذ إن العيّنات بدأت بالتسرب، وعرضت صورة سوداء للنتائج، وللحظة، كان يخيل لنتنياهو أنه يفقد رئاسة الحكومة، الكرسي الذي كان مضموناً في جيبه قبل أسبوع ونصف من إجراء الانتخابات».
وكتب معلق الشؤون الحزبية في الصحيفة، شالوم يروشالمي، أن «الجمهور الإسرائيلي قال كلمته، ودفع «الليكود ـــ إسرائيل بيتنا» الى الانهيار، ولولا الخطوة الذكية التي قام بها نتنياهو مسبقاً، بالاتحاد مع ليبرمان، لكان ظهر كرئيس الحزب الأكبر، لكن بفارق غير كبير عن خصومه. مع ذلك، ها هو في طريقه لتشكيل الحكومة المقبلة، لكن بصعوبة وعراقيل وعقبات سيجدها أمامه». وأضاف إن «نتنياهو لم يدرك في حملته الانتخابية أن الجمهور قد اختاره فقط، لأن أحزاب وكتل الوسط واليسار، لم توفر للناخبين بديلاً آخر مناسباً».
وأكدت صحيفة «اسرائيل اليوم»، أن نتائج الانتخابات وضعت نتنياهو في مكان لا يحسد عليه، بعدما تلقى صفعة من الناخبين، مشيرة الى أن «الفشل يعود بشكل أساسي، الى الأخطاء الكثيرة التي قام بها رئيس الحكومة ومستشاروه». وبحسب الصحيفة، فإن «هذه الانتخابات أثبتت أن تكتل الأحزاب لا يضمن بالضرورة زيادة قوتها الانتخابية، وأن احتفال نتنياهو ـــ ليبرمان قبل ثلاثة أشهر، كان سابقاً لأوانه».
من جهتها، أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الى أن «اسرائيل أرادت التغيير، وهذه هي النتيجة التي ظهرت في الانتخابات، أما الفشل الذي مني به نتنياهو، فيبقى هو نفسه المسؤول عنه، بعدما عبر الناخبون عن عدم ثقتهم به، وبالتالي لم يبق أمامه سوى أن يعمل على تشكيل حكومة، مع قاعدة ائتلافية ضيقة في الكنيست»، مشيرةً الى أن «ما حصل يعبر عن حقيقة وواقع بأن الملايين من المقترعين، قاموا بالفعل بخلط الأوراق أمام السياسيين الإسرائيليين، وما بقاء تكتل «الليكود ـــ اسرائيل بيتنا»، مع 31 مقعداً في الكنيست، قياساً بمقاعده الـ 42 في السابق، إلا خسارة كبيرة جداً له ولأحزاب اليمين».