في زيارة استمرت يومين، التقى رئيس الوزراء السوري القادة الإيرانيين، وفي مقدمتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد. في حين دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند طهران إلى أن تفكّر في ما يعنيه سقوط النظام السوري الحليف. وجدّد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التأكيد على التزام إيران بـ«التعاون» مع سوريا، وذلك خلال لقائه رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي في طهران. وأضاف أنّه «لا شكّ في أن الشعب السوري سيتجاوز بنجاح الظروف الصعبة التي يمرّ بها اليوم». وأعرب عن الأمل بـ«وقف المؤامرات ضد الشعب السوري قريباً، وعودة الهدوء والأمن». وتابع أنّ «السبيل الوحيد هو وقف المواجهات والوفاق الوطني وتنظيم انتخابات».
وأعرب نجاد عن دعم بلاده لسوريا حكومة وشعباً لإعادة الاستقرار، ومواجهة التحديات ودعم جهود الإصلاح والحل السلمي للأزمة، داعياً إلى تعزيز العلاقات بين البلدين وتطويرها.
بدوره، اتهم الحلقي «أعداء» سوريا باستهداف «البنى التحتية والمنشآت الاقتصادية في بلاده»، وذلك من أجل «الضغط اقتصادياً على الشعب». كذلك بحث الحلقي مع النائب الأول للرئيس الإيراني، محمد رضا رحيمي، علاقات التعاون المشترك في مجالات عديدة، فيما أكد رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني للمسؤول السوري، استمرار دعم إيران لسوريا من أجل تجاوز الأزمة. والتقى الحلقي وزير الخارجية علي أكبر صالحي، وأعرب الأخير عن التزام إيران بدعم سوريا في مواجهة الأوضاع والتحديات التي تتعرض لها.
وفي السياق، قال التلفزيون الرسمي السوري إن سوريا وإيران اتفقتا على خط تسهيل ائتماني بمليار دولار بين المصرف التجاري السوري وبنك تنمية الصادرات الإيراني. وأضاف أن البلدين توصلا أيضاً إلى اتفاقات بشأن نقل الطاقة ومعدات كهربائية.
في موازاة ذلك، رأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أنّ على إيران «أن تفكّر في ما سيعنيه انهيار النظام السوري»، وذلك خلال مؤتمر صحافي في دبي. وأشار إلى «اتفاق واسع في الرأي» بين فرنسا والإمارات العربية المتحدة في ما خصّ الملف السوري. وقال «بشأن سوريا نريد تسريع مرحلة الانتقال السياسي، والعمل على أن يتمكن الائتلاف الذي يجمع كل المعارضة من أن يكون السلطة الشرعية».
من جهته، أعلن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أنّ «الإرهاب الذي تمارسه المجموعات المسلحة في بلاده بلغ مستويات خطيرة كماً ونوعاً». وأوضح أنّ الأهداف التي تسعى إليها بعض الدول عبر دعم الإرهاب في سوريا بدأت بالظهور على السطح.
وقال الجعفري، خلال جلسة مجلس الأمن برئاسة باكستان، «إننا نشهد إرهاباً موجّهاً يرتدي لبوس تجار الدين والإعلام، ويتجسد في الفتاوى التكفيرية والجهادية المتطرفة التي يطلقها بعض منتحلي صفة رجال الدين». وأضاف «لا بدّ من التساؤل لمصلحة من امتطت دول غربية معيّنة موجة المطالب الإصلاحية في العالم العربي وحرّفتها، متحالفة مع تنظيمات إسلاموية متطرفة. ولمصلحة من يهرّب السجناء والمعتقلون من عناصر القاعدة من السجون ويرسلون إلى سوريا بتمويل من أطراف معروفة كتركيا، وقطر، والسعودية، وجماعة سياسية محددة في لبنان».
وأكد الجعفري أنّ من يلعب بالإرهاب لا بدّ أن يصيبه عاجلاً أو آجلاً. وبالرغم من الإقرار الدولي المتأخر بوجود مجموعات إرهابية مسلحة يتبع بعضها لتنظيم القاعدة، فإنّ بعض الدول لا تزال مستمرة علناً في سياساتها الداعمة لهذه التنظيمات الإرهابية. وأضاف الجعفري أنّ دولاً ذات نفوذ أحبطت اتخاذ أيّ إجراءات ملموسة لمكافحة الإرهاب الذي يمارس في سوريا، وحالت دون إصدار سبعة بيانات صحافية تدين عمليات إرهابية أودت بحياة مئات السوريين. وأكد أنّ الحكومة التركية استغلت ما يعانيه الشعب السوري لممارسة قرصنة وإرهاب اقتصادي، تمثّل في التواطؤ مع المجموعات المسلحة لسرقة ما يقارب 1500 منشأة صناعية ودوائية وتفكيكها ونقلها من مدينة حلب إلى تركيا، مطالباً تركيا بإعادة المسروقات التي نهبتها من سوريا.
(أ ف ب، رويترز، سانا)