رام الله ــ الأخبار خدع أبناء باب الشمس الاحتلال للعودة الى قريتهم. أقاموا عرساً وهمياً، وزفّة سيارات وسط تصفيق وتطبيل وموسيقى وأهازيج، ورفقة كاميرات وكالات الأنباء العالمية، وما أن وصلوا الى حاجر الاحتلال الذي يحاصر قريتهم بيت الشمس، قفزوا من السيارات ملوحين بأعلام فلسطين لقوات الاحتلال والمستعربين. لكن بعدما استفاقت قوات الاحتلال من المفاجأة ووعت ما يجري منعت الأهل من العودة لقريتهم.

وهذا الأسلوب الذي استخدمه النشطاء، كان احد أساليب الانتفاضة الأولى في الثمانينيات، حين كان الأهل يقيمون عرساً وهمياً لعروس بكامل حلتها القشيبة وعريس وسيم يلبس البدلة، وكأنه في ليلة زفافه فعلاً. ومشى المشاركون في مسيرة العروس من بيت الشمس باتجاه المنطقة وهم يشغلون أضواء السيارات، وسط تصفيق وطبل وموسيقى وأهازيج، فصُدمت المخابرات الاسرائيلية على الحواجز العسكرية، حين وجدت حافلات مليئة بالفلسطينيين وعشرات السيارات مع أناس يردّدون الأغاني. وإن هي لحظات، حتى وصلت صدمة جنود الاحتلال الى ذروتها، حين قفز الجميع من السيارات وعلى رأسهم العروس والعريس، ورفعوا الاعلام الفلسطينية في القرية. وبعدما اكتشف جنود الاحتلال أنهم خدعوا من المتضامنين، ثاروا وهاجوا وأطلقوا قنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي بشكل همجي تجاههم، واصابوا العديد منهم بينهم المصور الصحافي ناصر الشيوخي، وقاموا باعتقال نحو 14 مشاركا، فيما انتشرت قوات الاحتلال من رام الله الى بيت لحم تحسباً لمفاجآت جديدة. وخرجت دبابات الاحتلال من معسكر عناتا الكبير بعد محاصرة المتضامنين، قبل أن تضع البعض منهم في حافلات جند وتطردهم الى حاجز حزما. وأكد ناشطون «لقد حاولنا العودة الى قريتنا». أضافوا «تم احتجاز نحو 20 منا بالقرب من باب الشمس»، وأن الشرطة أطلقت سراح بعض المحتجزين، وانه «تم ضرب بعض الفتيات، تعامل الاسرائيليون بعنف». وقال عبد الله ابو رحمة، احد الناشطين «قررنا اليوم ان نعود الى قرية باب الشمس التي طردونا منها قبل ايام، والاعتصام فيها من جديد». واضاف «عدنا اليوم في زفة عرس للتعبير عن رغبتنا الالتصاق بأرضنا».
في المقابل، قال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد «حاول عدد من النشطاء الوصول الى منطقة الخيام على قمة التلة بين معاليه أدوميم و «إي ـ 1». وتابع «أخبرتهم الشرطة بأنها منطقة مغلقة ولكنهم واصلوا محاولتهم الدخول، وتم ارجاعهم الى اطراف التلة»، مشيراً الى أن «الشرطة أطلقت قنابل صوت لتفريقهم»، وأنه «تم اعتقال 20 شخصاً على الأقل لدخولهم منطقة عسكرية مغلقة»، وأخذتهم الشرطة للاستجواب.