واشنطن ــ الأخبار ادعى تقرير أميركي رسمي أنّ إيران أقامت، في سياق محاولاتها توسيع قدراتها الاستخبارية في المنطقة العربية وحوض البحر الأبيض المتوسط، محطتي تجسّس في سوريا تستهدفان بالدرجة الأولى إسرائيل. وقال التقرير، الذي أعدّه قسم الأبحاث الفدرالي بمكتبة الكونغرس الأميركي ومكتب مكافحة الإرهاب، إنّ تلك المحطّات أنشأها الحرس الثوري الإيراني جنباً إلى جنباً مع سوريا، أكبر حلفاء إيران في المنطقة.
وأوضح التقرير، الذي يقع في 64 صفحة بعنوان «لمحة عن وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية»، أنّ «محطتين للاشارات الاستخباراتية تابعتين لإيران وسوريا، بناهما الحرس الثوري الإيراني ــ وتعملان منذ عام 2006 ــ، إحداهما في منطقة الجزيرة في شمال سوريا، والأخرى فوق مرتفعات الجولان».
وأضاف التقرير، الذي صدر في الشهر الماضي، أنّ الحرس الثوري الإيراني يعتزم بناء محطات تنصّت إضافية في شمال سوريا، وتقوم تلك المحطات بتقديم معلومات لحزب الله عن إسرائيل. ويبدو أنّ إيران ــ طبقاً للتقرير ــ تمكّنت من تطوير قدرات استخبارية من خلال رصد الإشارات (سيغنت) SIGINT.
وأشار التقرير إلى أنّ هذا النوع من المحطات يشمل جمع معلومات استخبارية من خلال إشارات الاتصال، بما فيها الصوتية والشيفرات وغيرها من البيانات، والإشارات من أنظمة الأسلحة والملاحة.
ويذكر أنّ تقارير صحافية أميركية أوردت الأسبوع الماضي أنّ المسؤولين الأميركيين والباحثين الأمنيين يعتقدون بأنّ إيران وراء سلسلة الهجمات الكبيرة عبر الإنترنت التي استهدفت البنوك الأميركية في الأسابيع الأخيرة، ويرى مسؤولون أميركيون أنّ الأمر متعلّق بالعقوبات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن ضدّ طهران.
وزعم تقرير مكتبة الكونغرس، أيضاً، أنّ إيران خطّطت لإقامة محطتين أخريين من ذات النوع في شمال سوريا ليبدأ تشغيلهما بحلول شهر كانون الثاني من عام 2007، ولكن لا توجد معلومات تفيد بأنّهما تعملان حالياً.
وذكر التقرير أنّ التكنولوجيا المستخدمة في المحطتين تشير إلى أنّ قدرات إيران لا تزال محدودة، ويبدو أنها تركز على جمع المعلومات لتزويد حزب الله بها. كما ذكر التقرير أنّ طهران تمتلك القدرة على جمع المعلومات الاستخبارية بواسطة طائرات استطلاع، ولكن هذه القدرات محدودة في إطار عمليات عسكرية صغيرة تستخدم بضع طائرات.