ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس نقلاً عن محافل دبلوماسية أن الاتحاد الأوروبي يبلور خطة سياسية تهدف إلى تحريك المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وصولاً إلى إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود عام 1967، تكون عاصمتها القدس الشرقية مع تبادل للأراضي. وبحسب الصحيفة، فإن الخطة التي ستعرض على الطرفين في شهر آذار المقبل، أي بعد تأليف الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ستتضمن جداول زمنية واضحة لإنهاء المفاوضات حول كافة القضايا الجوهرية خلال العام الحالي، كما ستتضمن على الأرجح مطالبة بتجميد البناء في المستوطنات. وأوضحت الصحيفة أن وراء الخطة يقف وزيرا الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ، اللذان يتمتعان بدعم من ألمانيا خلف الكواليس، فيما تدرس وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، إمكان تحويل الخطة إلى وثيقة أوروبية. في موازاة ذلك، يجري الأوروبيون اتصالات حول خطتهم مع الادارة الأميركية، ووزير خارجيتها الجديد، جون كيري، وسط تقدير بأن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سيجد صعوبة في الاعتراض على الخطة بسبب تطابقها مع مواقفه الأساسية.
وكشفت «يديعوت أحرونوت» أن التقارير التي وصلت إلى إسرائيل حول اجتماع الرباعية الدولية الذي حصل في الأردن الأسبوع الماضي على مستوى الموظفين، أفادت أن مندوبي الاتحاد طلبوا الشروع في بحث مبادئ خطتهم، إلا أن الأميركيين استمهلوا إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، وتسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهمّاتها. ووفقاً لهذه التقارير، فإن الأوروبيين يدرسون أيضاً امكان أن تمثل مبادئ خطتهم أساساً لانعقاد مؤتمر إقليمي بمشاركة مصر والأردن ودول الخليج، الأمر الذي سيحشر إسرائيل، ويعرضها للظهور بمظهر الرافض للسلام إن هي لم تشارك في هذا المؤتمر. وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد ناقشت أخيراً وثيقة أعدها مركز البحوث السياسية فيها، حذرت من محاولة أوروبية لفرض تسوية على الجانبين عام 2013. ونقلت «يديعوت» عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى تأكيدهم «وجود خطة كبرى وراء الكواليس»، مشيرين إلى أنه «ليس للأوروبيين القدرة على أن يفرضوا علينا اتفاقاً، لكنهم بالتأكيد يمكن أن يحرجونا». وأضاف المسؤولون «من المعقول الافتراض بأن الفلسطينيين سيقبلون مثل هذه الوثيقة، فيما سيصعب على إسرائيل ذلك، وهذا سيحشرنا في الزاوية».
من جهتها، تطرقت رئيسة حزب «الحركة»، تسيبي ليفني إلى الخطة، خلال ندوة عقدت في المركز الأكاديمي «بيرس» يوم الجمعة الماضي، مشيرةً إلى أنه «إما أن يفرضوها علينا أو أن نبادر نحن الى خطة خاصة بنا». ورأت أنه «اذا ما أطلقنا خطة اسرائيلية فسيكون بوسعنا استئناف التحالف مع المعتدلين في المنطقة، ومواجهة الجبهة المتطرفة على نحو أفضل».