تحت عنوان «زيارة رئيس التجسس الإيراني الى القاهرة تعني رسالة إلى أميركا»، كتبت صحيفة «التايمز» البريطانية أمس أن «زيارة رئيس جهاز الاستخبارات الإيرانية قاسم سليماني، إلى العاصمة المصرية القاهرة، جاءت بعد أعياد الميلاد واستمرت ليومين وأجريت خلالها محادثات مع مسؤولين رفيعين مقربين من الرئيس المصري محمد مرسي»، لافتة إلى أن «الحكومة الإسلامية في مصر سعت للحصول على دعم سري إيراني لها لتعزيز سيطرتها على السلطة، الأمر الذي يمثل ضربة أخرى لعلاقة القاهرة الهشة مع الغرب». وأضافت الصحيفة البريطانية أن «زيارة سليماني، الذي يشرف على نشاط الفصائل المقربة من إيران في المنطقة أمثال حزب الله وحماس، جاءت بناء على دعوة من حكومة الرئيس المصري محمد مرسي ومؤيديه الأقوياء في جماعة الإخوان المسلمين»، مشيرة إلى أن «المسؤول الاستخباري الإيراني التقى مستشار الرئيس مرسي للشؤون الخارجية عصام الحداد ومسؤولين من جماعة الإخوان المسلمين لبحث دعم الحكومة في مجال بناء جهازها الأمني والاستخباري، وبشكل مستقل عن أجهزة الأمن الوطني التي يسيطر عليها الجيش المصري».
ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء مجلس الإرشاد في جماعة الإخوان قوله إن «الحكومة طلبت لقاءً على مستوى رفيع مع المسؤولين الإيرانيين، وكان الهدف من اللقاء ارسال رسالة إلى أميركا التي تمارس ضغطاً على الحكومة المصرية، بأنه ينبغي أن يسمح لنا بأن تكون لنا تحالفات أخرى مع أي كان ممن يحلو لنا».
في غضون ذلك، يتوجه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، اليوم الى القاهرة في إطار زيارة رسمية ضمن جولته الأفريقية التي شملت بنين وجمهورية غانا. وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء، أن صالحي سيقوم بزيارة رسمية إلى مصر تستغرق ثلاثة أيام يلتقي خلالها نظيره المصري محمد كامل عمرو، ومن المتوقع أن يجتمع بالرئيس المصري ورئيس الوزراء هشام قنديل. وأفادت بعض المصادر عن احتمال عقد لقاء بين وزير الخارجية الإيراني والمبعوث الدولي الخاص بالأزمة السورية الأخضر الابراهيمي.
وتهدف زيارة صالحي الثانية إلى مصر، بعدما كان قد زار القاهرة في أيلول الماضي، أولا إلى بحث تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وستتناول محادثاته مع المسؤولين المصريين كافة الملفات على الصعيد الدولي، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والأزمة السورية والقضايا الفلسطينية.
كما تعتبر الزيارة الثانية مميزة وتأتي في توقيت خاص، ولاسيما بعد تصريح مرسي عن اهتمام مصر بأمن دول الخليج، في إشارة مبطنة إلى إيران. وقد ردت وزارة الخارجية الإيرانية في ذلك الحين على تصريحات مرسي بدبلوماسية، إذ اعتبرتها غير معادية وأن اختلاف وجهات الرأي لا يمكن أن يفهم على أنه عداء. وفي السياق ترى مصادر في القاهرة أن الزيارة قد تكون في إطار طمأنة طهران لمصر إلى أمن الخليج.
وتشهد العلاقات الإيرانية صعوداً لكنها لم تصل إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية. وكانت العلاقات المصرية الإيرانية قد انقطعت منذ 32 عاما بأمر من الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية بسبب توقيع مصر اتفاقية السلام مع إسرائيل، والآن تسير العلاقات على مستوى مكاتب رعاية المصالح في العاصمتين القاهرة وطهران. وسافر مرسي صيف العام الماضي إلى طهران لحضور مؤتمر عدم الانحياز في زيارة بروتوكولية وتعد أول زيارة لرئيس مصري منذ الثورة الإسلامية فى إيران 1979.
(الأخبار، مهر)