أطلقت القوات العراقية أعيرة نارية في الهواء أمس لتفرقة محتجين يتظاهرون ضد رئيس الوزراء نوري المالكي، غداة إعلان الأخير مقاطعة كتلته للجلسة الطارئة التي دعا إليها رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، لبحث التظاهرات الجارية احتجاجاً على أداء الحكومة. وفيما تشهد مناطق، تقطنها غالبية سنية في أنحاء متفرقة من العراق، احتجاجات منذ أكثر من أسبوعين، أطلقت القوات العراقية أعيرة نارية في الهواء أثناء محاولة مئات المحتجين التجمع في ساحة عامة في مدينة الموصل (390 كيلومتراً شمالي بغداد)، فيما قال محافظ نينوى التي تضم الموصل، أثيل النجيفي، لقد «أطلقت القوات الأمنية الأعيرة النارية واستخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين ودهست أحدهم بعجلة هامر عسكرية»، مشيراً الى وقوع إصابات. وفي محافظة الأنبار الغربية، خرج خمسة آلاف مُحتجّ على الأقل إلى الشوارع في تظاهرة سلمية.
وفي ما يتعلق بالتطورات السياسية، حذّر رئيس الوزراء العراقي، أمام كبار قيادات عسكرية بمناسبة عيد الجيش العراقي، من «التنافس الإقليمي والاستقطاب الموجود في المنطقة وما يحيط بنا من توتر طائفي»، معتبراً أنه «أخذ يلقي بظلاله الثقيلة على العراق». وأضاف «أصبحت قواتنا لا تقاتل جماعات إرهابية أو إجرامية معزولة، إنما تقاتل جماعات مدعومة بتيارات فكرية تكفيرية خطيرة تعج بها المنطقة».
وتابع المالكي إن «نجاة العراق تكمن في عزل أنفسنا عن هذه التيارات التي تعصف بالمنطقة، وليس في محاولة الاستعانة بها من طرف ضد آخر»، مؤكداً أن «الاستقواء بهذا الطرف الإقليمي أو ذاك لإضعاف طرف عراقي داخلي، يُعدّ عملاً خطيراً، يفتح أبواب الشر علينا». ودعا دول الجوار والأصدقاء الى التعامل مع العراق وفق سياقين: «الأول احترام الشأن الداخلي وعدم دس الأنف فيه، والثاني الابتعاد عن إشاعة جو الإرهاب لأنه عمل ارتدادي سيصيب بلدانهم».
واعتبر المالكي أن بلاده في منعطف خطير في حال العمل لصالح هذا الطرف الإقليمي أو ذاك، مؤكداً أن جميع المشاكل «يمكن حلها بالحوار الأخوي والانفتاح».
من جهة أخرى، انتقد المالكي معارضيه بتجهيز الجيش، في إشارة الى صفقة التسليح الروسي التي أُثيرت حولها شبهات فساد. وقال إن «إحدى الدول أنفقت في العام الماضي عشرات مليارات الدولارات لتطوير قواتها المسلحة. ومع الأسف، حينما نقرر تخصيص مبلغ محدود لتجهيز الجيش، ترتفع الأصوات المعارضة».
من جهته، دعا وزير الدفاع العراقي بالوكالة سعدون الدليمي، الجيش الى ضرب من يحاول إثارة الفتنة في البلاد.
وأكد الدليمي أن «هناك من يريد أن يستخدم الدستور لمصالحه الخاصة، ويستخدم الديموقراطية كمهنج هش ومدخل شيطاني ضعيف على هذا البلد، لكن نحن العسكر سنقول كلمتنا».
ولم يجر استعراض عسكري بمناسبة عيد الجيش هذا العام لتزامنه مع انتهاء مراسم ذكرى أربعينية الإمام الحسين، والتحشيدات العسكرية على خطوط التماس في المناطق المتنازع عليها قرب كركوك، واقتصر على احتفالية مصغرة بحضور القيادات الأمنية.
في غضون ذلك، قال النائب عن كتلة دولة القانون التي يرأسها المالكي، ياسين مجيد، «قررنا مقاطعة الجلسة الطارئة اليوم (أول من أمس) لأننا نرفض أن تتحول الى جلسة صاخبة».
وأعلنت كتل «الإصلاح» برئاسة إبراهيم الجعفري و«بدر» التي يقودها هادي العامري و«الفضيلة» من الائتلاف الشيعي الحاكم، مقاطعتها الجلسة كذلك.
وكان النجيفي قد دعا الى عقد جلسة استثنائية للبرلمان «لمناقشة الأزمة السياسية الراهنة في البلاد»، مطالباً «جميع أعضاء مجلس النواب بحضورها».
واكتفى مجلس النواب العراقي أمس بعقد جلسة تشاورية لبحث الأزمة الناتجة عن التظاهرات في المدن السنية.
(رويترز، أ ف ب)