انتقدت صحيفة «معاريف»، أمس، نصب منشأة إسرائيلية لاستخراج الغاز على مسافة قريبة من سواحل غزة، محذرة من أن ذلك سيمثل هدية لفصائل المقاومة في القطاع، الذين سيكونون قادرين على استهدافها في أية مواجهة مقبلة مع إسرائيل. وكتب محرر الصحيفة للشؤون العسكرية، عامير رابيبورت، أن المنشأة، التي هي عبارة عن حفار ضخم لاستخراج الغاز يزن 34 طناً ويبلغ ارتفاعه 290 مترا، موجود من الناحية الرسمية على مسافة 30 كيلومتراً غرب ساحل مدينة أشدود الإسرائيلية الجنوبية، إلا أنه من الناحية الأمنية يقع أيضاً غرب ساحل غزة على مرمى آلاف الصواريخ التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في القطاع.
وأضاف الكاتب إنه برغم عدم دقة هذه الصواريخ، إلا أنه «يمكن فقط أن نتخيل رجال حماس والجهاد الإسلامي كيف سيضعون هذه المنشأة على مهداف صواريخهم في حربهم القادمة ضد إسرائيل، ويكفي أن يصيب هذا الحفار الضخم صاروخ واحد أو صاروخان لكي يتسبب بضرر كبير من الناحية الإعلامية والمعنوية». ورأى أن حماس حصلت من خلال نصب المنشأة على هدية هي عبارة عن ورقة يمكنها أن تلعب بها وتهدد عبرها إسرائيل.
وعرض الكاتب مسار المداولات التي أفضت إلى تحديد موقع المنشأة حيث هي، مشيراً إلى أن ذلك يمثل مثالاً على الطريقة التي تتداخل فيها مصالح قومية ضيقة مع مصالح اقتصادية واسعة، تؤدي إلى قرارات غبية. وأوضح كيف بدأت منذ اكتشاف المخزونات الغازية الضخمة في المياه الاقتصادية الإسرائيلية عام 2009، مجموعة متداخلة من المصالح تمارس نفوذها على أكثر من صعيد، منها تحديد المكان الذي من المفترض أن توضع فيه المحطة العائمة لاستيعاب الغاز المستخرج من حقل «تمار 90» الموجود قبالة شواطئ حيفا في الشمال، مشيراً إلى أن هذا الأمر حال دون أن تكون القرارات التي تتخذ في هذا الشأن موضوعية. وتابع «فلو كانت الاعتبارات أمنية وتجارية خالصة، لكان يجب أن توضع المنشأة في أقرب مكان من محطة الخضيرة لتوليد الكهرباء، على أن تكون منشأة الاستخراج في أبعد مكان ممكن داخل البحر، بعيدا عن صواريخ حزب الله وحماس».
لكن، بحسب الكاتب، الضغوط التي مارسها سكان المنطقة الذين ينتمون طبقياً إلى نخب اقتصادية واجتماعية، إضافة إلى ضغوط مارستها منظمات بيئية، أدت إلى إزاحة مكان تنصيب المنشأة باتجاه الجنوب، إلى حيث هي الآن.