لم يكن ينقص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في ظل الصعوبات التي يواجهها لرفع مستوى شعبية كتلة «الليكود ــ بيتنا»، أمام منافسيه في المعسكر اليميني، الا أن تُشكِّك إحدى أهم الشخصيات الأمنية في إسرائيل، بمؤهلاته القيادية وبنزاهته وخلفياته في اتخاذ القرارات الحاسمة.
إذ اختار رئيس «الشاباك» السابق، يوفال ديسكين، أن يحذر في أول مقابلة له منذ تقاعده من منصبه في أيار 2011، الجمهور الإسرائيلي من أن تتولى شخصية كبنيامين نتنياهو قيادة الدولة، واصفاً إياه بـ«خائف، متذبذب، لديه أزمة قيادية وأزمة قيم واستخفاف مطلق بالجمهور». وأكد أن نتنياهو يتحرك بخليط من العوامل «الأيديولوجية والشعور العميق بأنه أمير من العائلة الملكية والنخبة المقدسية، إلى جانب عدم الثقة بالنفس والخوف العميق من القرارات وتحمل المسؤولية». وشدَّد ديسكين، على أن المصلحة الشخصية، لكل من نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك، تتقدم على المصالح القومية، لافتاً إلى أن الكثيرين من كبار مسؤولي الأجهزة الأمنية يتبنون موقفه من كليهما، سواء من الذين تقاعدوا أو لا يزالون في الخدمة، وأنه يستند إلى عشرات الأحاديث مع من هم أعلى وأدنى رتبة منه.
ورأى رئيس «الشاباك» السابق، أن هناك الكثير من الأمثلة التي تبين هذه الانطباعات والمشاعر التي يختزنها، موضحاً أن «ما دفعه للتطرق إلى هذه المسألة حقيقة أنهما تحدثا طوال الوقت عن القضية الايرانية»، مشكِّكاً في امتلاكهما الأهلية لقيادة الدولة في مواجهة إيران، وإخراجها منها مع النتائج التي تريدها إسرائيل.
وفي ما يتعلق بالخلفية التي تقف وراء السقف المرتفع لمواقف نتنياهو، أكد ديسكين أنه «مُطارَد بمناحيم بيغن الذي هاجم المفاعل النووي العراقي، و(إيهود) أولمرت الذي قيل في أماكن عديدة إنه هاجم المفاعل النووي في سوريا»، مشيراً إلى أن نتنياهو «يريد أن يدخل التاريخ باعتباره قام بعمل عظيم»، من خلال مهاجمته المنشآت النووية الإيرانية. وشدَّد على أنه سمعه أكثر من مرة «وهو يستخف بما فعله أسلافه قائلا إن مهمته إيران، وهي شيء ذو مكانة مختلفة تماماً». وبالنسبة إلى موقف باراك المعارض لقرار مهاجمة منشأة دير الزور السورية، في رهان على سقوط اولمرت في أعقاب تقرير فينوغراد، وبالتالي وجود فرصة بأن يُنسب إليه قرار الهجوم، شدَّد ديسكين على أن «مصلحته الشخصية هي التي تدفعه في ساعات الحسم أكثر من غيرها»، مضيفاً إن «هذا ما حصل قطعاً لدى دراسة الخروج في عمليات مختلفة أو مهمات وخطط ضخمة مختلفة».
رغم ذلك، رأى رئيس الشاباك السابق أنه «من حسن حظنا ان يكون نتنياهو، على نحو عام، أسيراً جدا لمخاوفه وخشيته»، مؤكدا أنه «يصعب عليه كثيرا اتخاذ قرارات مهمة من دون رئيس هيئة أركان ووزير دفاع قويين إلى جانبه». وتساءل ديسكين، ما إن كان بإمكان الجمهور الثقة بقدرات نتنياهو وباراك، «اللذَين بالكاد تمكّنا من ادارة عملية عسكرية في مواجهة صواريخ قطاع غزة، في إدارة مواجهة مع إيران وإخراجنا منها أيضا؟»
وأكد ديسكين على ما سبق وكشفته القناة العاشرة، في برنامج «عوفداه»، حول محاولة نتتنياهو وباراك تمرير قرار رفع مستوى التأهب القصوى، الذي كان سيؤدي حكما إلى مواجهة عسكرية مع إيران، لافتاً إلى أنه ورئيس «الموساد» السابق مئير دغان، ورئيس أركان الجيش غابي اشكنازي، وقفوا بوجههما وحالوا دون «سرقة قرار من وراء الستار وتحت الرادار».
وبخصوص المسار الفلسطيني، رأى ديسكين أن كلام نتنياهو في جامعة بار ايلان، عن دولتين لشعبين لم يكن الا لنيل رضى المجتمع الدولي، وأنه «تعمد أن لا تلي هذا الإعلان خطوات جدية ومتصلة»، مشيراً إلى أن هدف نتنياهو هو المحافظة على «الجمود السياسي، الذي تكمن فيه قوة حكومته»، وأن خشيته من مسار الدولتين، يعود إلى أسباب عقائدية.