في سياق السياسة الاسرائيلية لتعزيز المستوطنات، وبتوقيت انتخابي فاضح، وقّع وزير المال يوفال شطاينتس يوم الخميس الماضي على «خارطة الأفضلية القومية» التي تمنح أفضلية لحوالى 660 بلدة في شراء الأراضي، وشملت 87 مستوطنة في الضفة الغربية، في حين لم ترد مستوطنات وبلدات موجودة بالقرب من قطاع غزة كانت في مرمى الصواريخ التي أُطلقت من القطاع، مثل أسدود وعسقلان وكريات ملاخي، رغم أن معيار الانضمام الى القائمة مرتبط ببعدها عن المركز، ووقوعها في منطقة المواجهة.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، يأتي توقيع وزير المال تطبيقاً لقرار الحكومة الإسرائيلية الصادر في كانون الاول عام 2009، والذي يمنح كل بلدة تشملها القائمة أفضلية تصل الى مئات آلاف الشواقل في شراء الأراضي.
ولفتت الصحيفة الى أنّ المستوطنات المشمولة في القائمة تمثّل ما نسبته 13 في المئة، كما أنّ بعضها يقع ضمن الكتل الاستيطانية الكبرى، في حين يعتبر بعضها مستوطنات معزولة مثل «يتسهار وإيتمار وألون موريه». وتنبع أهمية هذه الخارطة من أنها تعتبر تشجيعاً حكومياً لامتلاك الأراضي في مستوطنات مثل «بيت إيل وتبوح وعوفرا وعاليه».
الى ذلك، وبَّخ مستشار الأمن القومي اللواء احتياط عميدرور أكثر من 100 سفير ودبلوماسي إسرائيلي، ردّاً على التصفيق الذي حظي به تساؤل سفير إسرائيل في الأمم المتحدة رونين فراوشر بشأن المنطق الذي يقف وراء الإعلان عن مخطط البناء الاستيطاني في المنطقة «إي _ 1» غداة الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية بصفة مراقب، داعياً إياهم الى الاستقالة أو الانتقال الى العمل السياسي الحزبي إذا كانوا لا يوافقون على سياسة الحكومة.
ورغم محاولات نائب مدير وزارة الخارجية رون كوريال تهدئة الأمور والإشارة إلى أن التصفيق لم ينبع من معارضة سياسة الحكومة، واصل مستشار الأمن القومي كلامه غاضباً «أنا موظف وأنتم موظفون، ونحن نمثل الحكومة، ومن لا تعجبه سياسة الحكومة بإمكانه الاستقالة».
من جهة ثانية، منحت المحكمة العليا الإسرائيلية مهلة جديدة من أربعة أشهر لخمسين أسرة تعيش في مستوطنة «أمونا» العشوائية شمال الضفة الغربية، كان يفترض أن تغادرها قبل نهاية 2012 بحسب قرار أصدرته المحكمة أول من أمس.
في غضون ذلك، أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح، ومنهم واحد على الأقل بالرصاص الحي، في مواجهات مع جيش الاحتلال الاسرائيلي في بلدة شمال الضفة الغربية أول من أمس. وبدأت المواجهة عندما أوقف جنود إسرائيليون يرتدون الزي العربي ناشطاً محلياً في حركة الجهاد الاسلامي في بلدة طمون بين نابلس وجنين. وأدت عملية فرقة الكوماندوس، التابعة لفرقة متخصصة في التسلل الى المناطق الفلسطينية، الى انطلاق تظاهرة لسكان البلدة رشقوا فيها الجنود بالحجارة.