لم يكتف رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالردود التي صدرت على لسان أعضاء حزبه، في اعقاب مواقف رئيس الدولة شمعون بيريز التي وصف فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه «شريك للسلام» وان اسرائيل على استعداد للحديث مع «حماس» «اذا ما قبلت بشروط الرباعية». ورد نتنياهو على بيريز دون أن يسميه، محذراً من سيطرة حركة «حماس» على الضفة الغربية في الوقت الذي تسيطر فيه على قطاع غزة. وأشار نتنياهو إلى أن «الحكم في مصر تغير، وفي سوريا يهتز الحكم، وهذا ما يمكن أن يحصل أيضاً في مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية». وأكد أن «كل من يحسن النظر، يعرف أنه يمكن حماس أن تسيطر على السلطة بعد التسوية، ويمكن أيضاً قبل التسوية كما حصل في غزة». وأضاف أنه «خلافاً للأصوات التي أسمعها في الأيام الاخيرة، والتي تحثني على الركض إلى الأمام، والتنازل والانسحاب، أعتقد أنه في المسيرة السياسية يجب التصرف بمسؤولية لا بعجلة، بوعي لا بتسرع»، مؤكداً أنه «لن تقوم هنا قاعدة ارهاب ايرانية ثالثة في قلب البلاد». وشدد على أن «السلام لا يتحقق الا حين يُضمن الأمن».
رغم الطابع السياسي لمواقف نتنياهو، إلا أنها تأتي أيضاً في سياق محاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي تعزيز صورته اليمينية، في ضوء استمرار انزلاق الأصوات من «الليكود بيتنا» إلى «البيت اليهودي». ونتيجةً للتدهور في مكانته الشعبية، اضطر نتنياهو إلى تعميق تدخله ومشاركته في نشاطات الحملة الانتخابية لهيئة «الليكود بيتنا». ونقلت صحيفة «معاريف» أن نتنياهو وبّخ أعضاء الهيئة الانتخابية التابعة لحزب «الليكود»، وطلب منهم تعزيز نشاطاتهم.
في هذه الأثناء، طالب أربعة من مرشحي «الليكود بيتنا» البارزين، وزير الدعاية يولي ادلشتاين، ورئيس الائتلاف الحكومي زئيف الكين، وعضو الكنيست يريف لفين، واليميني المتطرف موشيه فايغلين، خلال مناظرة سياسية نظمتها حركة «نساء الاخضر» اليمينية، بـ«فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية» في موقف يتعارض مع الخط الرسمي لحزب الليكود. وبحسب موقع «معاريف»، أتت تصريحات هؤلاء الأربعة بعد أن كرر نتنياهو التزامه خطاب «بار ايلان» الذي أعلن فيه قبول حل الدولتين، رداً على تصريح القيادية في حزب الليكود تسيبي حوطيفيلي بأن هذا الخطاب كان «تكتيكياً ليس أكثر، وأنه كان موجهاً بالأساس إلى المجتمع الدولي، لكنه لا يلزم الليكود اليوم».
في السياق نفسه، أشارت «معاريف» إلى أن رئيس الائتلاف الحكومي زئيف الكين دعا إلى فرض السيادة الاسرائيلية على الضفة الغربية بالتدريج، فيما دعا لفين إلى فرض هذه السيادة على كافة المستوطنات، لا على الكتل الكبيرة فقط. لكن ادلشتاين أعرب عن تقديره أن مثل هذه الخطوة لن تكون سهلة.
وكشفت «يديعوت أحرونوت»أنه رغم منع لطاقم الاعلامي في الليكود فايغلين من اجراء مقابلات الى ما بعد الانتخابات، لكنه اصر على الدخول إلى ساحة الحرم، الأمر الذي استدعى التحقيق معه. وحاولت الشرطة اطلاق سراحه بشروط مقيدة، الا أنها تنازلت عن الشروط بسبب اصراره على رفضها.
أيضاً، رأى فايغلين، في نفس المناظرة التي أجرتها حركة نساء «الأخضر» اليمينية، أنه بدلاً من دفع 10 في المئة سنوياً من الناتج القومي مقابل «مفهوم الدولتين واتفاق أوسلو»، ومقابل جدار الفصل والقبة الحديدية، التي سنضطر الى وضعها على كل مدرسة في تل أبيب، ودفع أجرة حارس على كل مقهى، يمكن اتباع ما سماه «حلاً أمثل» عبر منح كل عائلة عربية في الضفة الغربية نصف مليون دولار لتشجيعها على الهجرة إلى مكان تجد فيه مستقبلاً أفضل.
ولفت فايغلين إلى أن الغرب يرغب في استقبالهم خلافاً للادعاءات، بذريعة أن «دول الغرب تتقلص بسبب تراجع عدد الولادات، وأن مهاجري العمل الذين يعرفون البناء أفضل من المهاجرين السودانيين الذين لا يعرفون البناء». وزعم فايغلين أن «80 في المئة من سكان قطاع غزة، و65 في المئة من سكان الضفة الغربية يرغبون في الهجرة».
ولا يمكن فصل هذه المواقف عن نتائج استطلاعات الرأي التي تؤكد تفوق الكتل اليمينية الدينية والعلمانية، عبر نيلها 67 مقعداً في مقابل كتلة اليسار والوسط الإسرائيلي بنيلها 53 مقعداً. وباستثناء كتلة «البيت اليهودي» التي تواصل تعزيز مكانتها على حساب الليكود، تحافظ بقية الكتل على نوع من المراوحة، مع انتقال طفيف بين مقاعد حركة ليفني وحزب يائير ليبيد؛ اذ توقع استطلاع نشرت نتائجه صحيفة «هآرتس» أن تنال كتلة «الليكود بيتنا»، لو جرت الانتخابات الآن 34 مقعداً، فيما سينال حزب العمل 16 مقعداً. وارتفع رصيد «البيت اليهودي» إلى 14 مقعداً، الذي بدأ ينافس حزب العمل على الحلول في المرتبة الثانية. وتوقع الاستطلاع أيضاً أن تنال حركة ليفني 10 مقاعد، وحزب ليبيد 9 مقاعد، اضافة الى نيل حزب شاس 11 مقعداً.