ينحو خطاب بعض أركان الدولة اليمنية الهشّة نحو إجراء مقارنات تضع جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) وتنظيم «أنصار الشريعة» التابع لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» في الكفة نفسها. وهو ما أكدّه مستشار الرئيس اليمني، سلطان العتواني، يوم أمس، حين قال إن مسلحي الحوثيين ومسلحي «القاعدة» في البلاد «يمارسون حرب إبادة ضد اليمنيين».
وبرغم أن تركيبة الدولة اليمنية تضمّ مكوّنات متعددة، تمثل الجهات السياسة كافة، كالعتواني الذي يتولّى الأمانة العامة للحزب الوحدوي الشعبي الناصري، عضو تكتّل «اللقاء المشترك» (يضمّ حزب «التجمع اليمني للإصلاح» فرع «الإخوان المسلمين» في اليمن)، فإن الحكومة، تحاول منذ إعلانها حملة «اجتثاث القاعدة» من محافظات الجنوب، أي قبل الحراك الأخير للحوثيين، إقامة مقارنة تجمع كلا التنظيمين، وفيما لمّحت أكثر من مرة إلى أن الجماعة المشاركة في الحياة السياسية اليمنية، وفي العملية الانتقالية عبر مؤتمر الحوار الوطني، ثم في الحكومات المتعاقبة، تقف في مصاف التنظيم المتطرّف، صرّحت للمرة الأولى بهذا الشكل، عن مقاربتها لواقع الجماعة السياسية والتنظيم الذي تحاربه مع الولايات المتحدة، ضمن استراتيجية الأخيرة في البلاد.
وأشار العتواني، أمس، إلى أن المظاهر المسلّحة «انتشرت كالجراد في البلاد عقب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء»، قائلاً إن «مسلحي الحوثي والقاعدة يمارسون حرب إبادة ضد اليمنيين، بسبب المعارك التي يخوضونها في مناطق عدة في البلاد»، وخصوصاً في محافظتي إب والبيضاء، وسط اليمن. وأضاف أن «بروز تنظيم القاعدة كثيراً في الوقت الحالي في الأغلب كان بسبب تمدّد الحوثيين إلى محافظات عدة بعد سيطرتهم على صنعاء في أيلول الماضي».
وفي ما يتعلّق بتنفيذ اتفاق «السلم والشراكة»، قال العتواني أن «الاتفاق لم يرَ النور في جانبيه الأمني والعسكري»، مشيراً إلى أن ما حصل بعد توقيع الاتفاق هو التمدّد والانتشار في المحافظات من قبل الحوثيين، فيما نص الاتفاق على أن تُخلى العاصمة والمحافظات من المظاهر المسلّحة.
وحول مستقبل الجيش اليمني، أضاف مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي: «لن يكون هناك أي مستقبل لقوات الجيش إذا لم تُبنَ بناء وطنياً»، متابعاً القول إن «بعض قادة الجيش سلّموا معسكراتهم للحوثيين عند اجتياحهم صنعاء، بما فيها من الأسلحة والممتلكات، وهذا لا يعدّ جيشاً وطنياً».

وفي أول موقف رسمي من الدولة تعليقاً على اختطاف أحد قادة الجهاز المركزي للأمن اليمني (الاستخبارات)، العميد يحيى المراني، اتهم الجهاز، أول من أمس، عناصر من جماعة «أنصار الله»، بتنفيذ عملية الاختطاف، يوم الخميس الماضي، من منزله في صنعاء.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية اليمنية، عمّن وصفته بـ «مصدر مسؤول في الجهاز»، قوله إن «العميد المراني كان يعمل في إدارة فرعية كمسؤول للأمن الداخلي بالجهاز في أمانة العاصمة». وأضاف المصدر: «إن تعيين العميد المراني، مديراً للأمن الداخلي في العاصمة، جاء في إطار صلاحية رئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي لا بقرار جمهوري». وأكد المصدر أن المراني كان يشغل هذا المنصب منذ فترة سابقة، وأن هذا المنصب «ليس موجهاً ضد أي طرف من الأطراف». وكان المراني قد شغل منصب المدير العام لفرع الجهاز المركزي للأمن السياسي في محافظة صعدة، معقل الجماعة، أثناء الحروب الست بين الجيش اليمني والحوثيين (من 2004 حتى 2010). وحول طبيعة دوره في تلك الفترة، قال المصدر إن المراني «كان يقوم بواجبه كأمثاله من موظفي الدولة في أي محافظة من محافظات الجمهورية». وحمل المصدر جماعة الحوثي مسؤولية الحفاظ على سلامة وحياة العميد المراني، وطالبهم بسرعة الإفراج عنه وبدون أي شروط. وكانت الجماعة قد حمّلت تنظيم «القاعدة» مسؤولية اختطاف المراني.

من جهة أخرى، تبنى «القاعدة»، مساء أول من أمس، مقتل جندي يمني وإصابة آخر في حضرموت، جنوب البلاد. وعبر حسابه على موقع «تويتر»، قال التنظيم إن مقاتليه «فجروا عبوةً ناسفة صغيرة مضادة للأفراد على جنديين في الجيش اليمني أثناء تجولهما في أحد الأسواق بمدينة القطن (غربي محافظة حضرموت)، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر». وتأتي هذه العملية في سياق استهداف «القاعدة» للجيش اليمني، الذي يصفه التنظيم بـ «المتحوث»، نسبة للحوثي.

(الأخبار، الأناضول)