حلب | يبدو أن «جبهة النصرة» تريد استثمار نتائج السيطرة على معسكري وادي الضيف والحامدية في ريف ادلب لاستعادة تصدّرها المشهد في حلب بعد مغادرتها مع اقتراب حصار الجزء الشرقي منها، لتشنّ بمعزل عن الجماعات الأخرى «غزوة» نبل والزهراء التي باءت بالفشل لتنقل إثر ذلك ثقلها إلى ريف ادلب.«النصرة» ردت على إعلان «غرفة العمليات» الجديدة في حلب، التي استثنتها و«حركة أحرار الشام»، بملاحقة قادة «حركة حزم». فبعض مناطق ريف حلب الغربي شهدت اشتباكات بين التنظيمين بالتزامن مع الحملة التي شنتها «النصرة» على «جبهة ثوار سوريا» _ حليفة «حزم» _ في معقل زعيمها جمال معروف.

واتهمت «حركة حزم» في مدينة حلب «جبهة النصرة» بخطف أحد قادتها قبل ثلاثة أيام خلال عودته إلى مدينة حلب والسطو على ذخائر وقافلة مواد إغاثة وذخائر وأسلحة. وقال بيان للحركة إنّ «النصرة لم تفرج عن المخطوف خلال المهلة الممنوحة لها»، بل «فوجئنا بمداهمتها قائد قطاع ميداني، ونشرت حواجز طيارة وأشخاصا ملثمين يقومون بأعمال الخطف، واعتقلت ثلاثة من عناصر الحركة». وحمّل البيان «جبهة النصرة مسؤولية أي تبعية لهذا الموضوع».
حملة التنظيم القاعدي ضد عناصر «حزم» تزامنت مع هجوم ملثمين على أحد حواجز مسلحي الحركة المدعومة من الغرب في قرية تقاد، شمالي حلب، أوقع ثلاثة جرحى. وذلك بعد يوم واحد من نداء الاستغاثة الذي وجهه «مجلس ثوار حلب»، داعياً فيه أقوى الجماعات المسلحة، وبينها «حركة أحرار الشام» و«جبهة النصرة» للتوجه من ريف إدلب الى مدينة حلب.
وفي اصطفاف القوى الجديد في حلب، الذي تعبّر عنه «غرفة العمليات» الوليدة، يبرز الدور الكبير لـحركتي «حزم» و«نور الدين زنكي»، وتفيد المصادر المتابعة أنّ عودة «جبهة النصرة» الى المشهد تستهدف ابتداء السيطرة على مستودعات السلاح والذخائر العائدة لحركة حزم، الأمر الذي سيجعلها «اللاعب الأول في معركة وقف الحصار».
وتضم غرفة العمليات إلى جانب «حزم» و«الزنكي» كلّاً من «تجمع فاستقم كما أمرت»، و«الجبهة الإسلامية»، و«جيش المجاهدين»، و«كتائب أبو عمارة».
في سياق آخر، حذر «القضاء الشرعي في حلب» الشبان بين عمري الثامنة عشرة والخامسة والثلاثين من التوجه إلى مدينة حلب والمناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية تحت طائلة الاعتقال. وهدّد، في بيان له، الشبان بالاعتقال على الحواجز إذا ما حاولوا السفر.
وفي مارع، شمالي حالب، استهدف «داعش» بسلاح المدفعية أطراف المدينة انطلاقاً من مواقعه في حوار النهر ودابق، في وقت أفرج فيه التنظيم عن عشرين أسيراً من «حركة أحرار الشام» مقابل افراج الأخيرة عن عشرة من عناصره.
إلى ذلك، واصلت وحدات الجيش السوري قصف تجمعات المسلحين في مخيم حندرات وهنانو والكاستيلو، فيما لم يطرأ تغيير على خطوط القتال في البريج والملاح ومخيم حندرات.