ذكرت مصادر من القطاع النفطي وبيانات شحن أن صادرات النفط العراقية ترتفع في شهر كانون الأول الحالي، متجهة صوب مستويات قياسية مع زيادة إنتاج ثاني أكبر منتج في منظمة «أوبك»، برغم تداول أسعار النفط، عالمياً، قرب أدنى مستوياتها في خمس سنوات.وستفاقم الزيادة وفرة في امدادات المعروض وقد تثير قلق أعضاء آخرين في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» غير قادرين على زيادة الصادرات ويتضررون من انخفاض إيرادات الخام بعد هبوط الأسعار حوالي 50 في المئة منذ شهر حزيران الماضي.

وأظهرت بيانات شحن للأيام الثلاثة والعشرين الأولى من شهر كانون الأول رصدتها وكالة «رويترز» أن الصادرات من مرافىء جنوب العراق بلغت ما لا يقل عن 2.6 مليون برميل يوميا، في المتوسط. وأعطى مصدران في القطاع يراقبان الصادرات تقديرات مماثلة.
وقال مصدر في القطاع لاحظ ارتفاع التدفقات الجنوبية إلى 2.8 مليون برميل يومياً في جزء من الشهر، «تبدو هذه كميات كبيرة للغاية... كميات هائلة».
وتنتج المرافئ الجنوبية أغلب النفط العراقي وهي المنفذ الرئيسي للعراق إلى الأسواق العالمية. وتقع هذه المرافئ بعيدا عن مناطق في البلاد يسيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية" وواصلت التصدير برغم الاضطرابات.
وعلاوة على ذلك استؤنفت تدفقات خام كركوك من ميناء جيهان التركي خلال الشهر الحالي، بعدما توصلت بغداد إلى اتفاق مع حكومة إقليم كردستان.
وقال مصدران في القطاع إن شركة تسويق النفط «سومو» العراقية تصدر حوالي 180 ألف برميل يوميا من كركوك في شمال البلاد منذ بداية كانون الأول. ويصدر الخام عبر خط أنابيب كردي إلى ميناء جيهان بعدما تعرض خط أنابيب أقدم لهجمات متكررة.
وقال مصدر في شركة تشتري الخام العراقي «يمر كل (الخام) عبر الخط الكردي الآن. خط أنابيب كركوك القديم معطل».
وبذلك، يبلغ إجمالي صادرات الخامات العراقية الرئيسية حوالي 2.78 مليون برميل يوميا مقتربا من 2.8 مليون برميل، وهو المستوى القياسي المسجل في شهر شباط قبيل توقف التدفقات من حقول كركوك عبر خط أنابيب إلى ميناء جيهان بسبب هجوم.
وقالت المصادر إن الصادرات الشمالية قد تكون أعلى إذا أضيف الخام الذي يُنتج في كردستان ويُشحن إلى جيهان. والأرقام الدقيقة غير متاحة، لكن مصدرا قال إن الشحنات الإجمالية من شمال العراق لا تقل حاليا عن 300 ألف برميل يوميا.
ويتفق متوسط الصادرات الجنوبية مع تصريحات لرئيس شركة «سومو»، فلاح العامري، الذي قال يوم الأحد الماضي إنه يتوقع معدلا لا يقل عن 2.6 مليون برميل يوميا. وإذا استمر هذا المعدل فسوف تتجاوز صادرات كانون الأول نظيرتها في آيار البالغة 2.58 مليون برميل يوميا، التي كانت الأعلى منذ عام 2003 على الأقل.
ويرمي العراق لزيادة الصادرات لمستوى أعلى في عام 2015. وكان وزير النفط، عادل عبد المهدي، قد قال في شهر تشرين الثاني الماضي إنه يتوقع نمو الصادرات في العام المقبل إلى 3.2 ملايين برميل يوميا في المتوسط، بما في ذلك صادرات كردستان.
وأظهرت تصريحات لوزراء نفط ومندوبين لدى «أوبك» خلال اجتماعها في 27 تشرين الثاني أن الخطة أثارت قلق بعض أعضاء المنظمة، وعززت موقف البعض الرافض لخفض امداداتهم، لكن العراق قال إنه ينبغي إعفاؤه من قيود الامدادات التي تفرضها «أوبك» نظرا لأنه يتعافى من سنوات من العقوبات والحروب. ويزيد العراق الانتاج في الجنوب منذ وقعت شركات غربية عقود خدمات مع بغداد عام 2010.
(رويترز)