إدلب | حمّلت «حركة أحرار الشام الاسلامية» صفحات التواصل الاجتماعي مسؤولية تأجيل عملية اقتحام مطار أبو الظهور العسكري شرقي محافظة إدلب، بحجة أنّ الضخ الاعلامي الذي عملت عليه تلك الصفحات ونشر أخبار عن توجّه الحشود العسكرية نحو المطار ومحاصرته دفعا بالطائرات الحربية إلى تنفيذ عشرات الغارات في محيطه واتخاذ إجراءات التحصين واستقدام التعزيزات.
وبعد سقوط معسكري وادي الضيف والحامدية، استنفرت الفصائل المسلحة صفحاتها الاعلامية كافة لتبثّ خبر توجّه حشود وأرتال عسكرية لـ«جبهة النصرة» و«أحرار الشام» نحو مطار أبو الظهور الواقع شرق مدينة سراقب بهدف السيطرة عليه. ومنذ ذلك الحين حتى اليوم لم يسجّل على أرض الواقع ما يسمى «معركة التحرير»، واقتصر الأمر على محاولات تسلل متقطعة فشلت جميعها.
عشرات الأسرى وهروب قيادة المطار وحدوث انشقاقات كانت عناوين عاجلة عرضتها عدة وسائل إعلامية معارضة خلال الأيام الماضية، نقلاً عن تنسيقيات تتبع لعدة فصائل، وكانت ضمن حرب إعلامية نفسية للتأثير في مؤيدي الدولة السورية وإظهار أن النقاط العسكرية في ريف إدلب تتساقط بسرعة كما حدث في وادي الضيف والحامدية.
ما حصل خلال الأيام الماضية هو محاولات تسلّل للمسلّحين تمّ إفشالها

وذكرت مصادر معارضة أن الفصائل المسلحة أمهلت قيادة مطار أبو الظهور 72 ساعة لتسليم المطار قبل اقتحامه، وكانت المهلة قد انتهت أول من أمس الأحد من دون أيّ تطور ميداني على الأرض. وترافق ذلك مع حملة إعلامية متضاربة بين سقوط المطار ونفي ذلك، مستغلين عدم وجود ردّ فعل من الاعلام السوري ينفي ما يُنشر من أخبار على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكل ما سبق كان ضمن حرب إعلامية حشدت لها تنسيقيات فصائل مسلحة لا علاقة لها بـ«جبهة النصرة» و«أحرار الشام»، إذ قالت الأخيرة عبر تصريح نقلته «تنسيقية مطار أبو الظهور العسكري ـ التحرير» عن قيادي في «أحرار الشام» إنّه «تم تأجيل العمل 24 ساعة نتيجة قيام الصفحات الإخبارية بإفشال عامل المفاجأة ونحمّلهم مسؤولية ذلك، ما جعل النظام يأخذ احتياطاته وقصف جميع المناطق المحيطة بالمطار».
وأفاد أحد أهالي بلدة أبو الظهور، المجاورة للمطار، «الأخبار» بأنّ مجموعة تحمل راية «جبهة ثوار أبو الظهور» مرّت على المنازل يوم السبت وطلبت منهم الخروج منها خلال 24 ساعة، وهذا الأمر جرى تعميمه على جميع القرى المحيطة بالمطار حيث إنها الآن خالية من السكان.
«مطار أبو الظهور لن يسقط ولن يكون لقمة سائغة لأحد»، يقول ضابط سوري من داخل المطار خلال اتصال هاتفي مع «الأخبار». وأضاف: «ما حدث في محيط مطار دير الزور سيتكرر في محيط مطار أبو الظهور إذا شنّ المسلحون هجومهم كما يزعمون عبر إعلامهم. المطار محصّن وآمن على محيط 5 كلم ويعمل بشكل طبيعي».
ويشير الضابط في حديثه إلى أنّ «ما حصل خلال الأيام الماضية هو محاولات تسلل لمجموعات حاولت الاقتراب من محيط المطار عبر القرى القريبة منه، وتم إفشالها جميعها بعد رصدها من قبل قوات حماية المطار بمساندة سلاح الطيران، إضافة الى تفجير سيارة مفخخة على مسافة 2 كلم يقودها انتحاري كان متوجّهاً بها نحو بوابة المطار من الجهة الغربية». ويروي أنّ «ما ينشر في الاعلام عن سقوط المطار أو وقوع انشقاقات يأتي في سياق الحرب النفسية للتأثير في الرأي العام، والمطار تعرّض لأعنف الهجمات وكان آخرها وصول بعض المجموعات الى هنغارات الطائرات».
ويكمل الضابط قوله بأنّ عشرات المواطنين من القرى المحيطة بالمطار تطوّعوا لحماية المطار خلال الهجمات الاخيرة بعد تدمير منازلهم من قبل المسلحين بتهمة تأييدهم للدولة السورية.
ويعدّ مطار أبو الظهور أحد أكبر المطارات في المنطقة الشمالية، ويقع بين إدلب وحماه، وتبلغ مساحته حوالى 8 كيلومترات مربعة، وفيه 22 محطّ لطائرات «ميغ 21» و«ميغ 23»، ويصله الإمداد عبر الجو، حيث جرى تأمين محيط المطار، ما يسهّل عملية الهبوط والاقلاع.