في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الله الثني، تخصيص 115 مليون دولار لرئاسة أركان الجيش لمحاربة الإرهاب، أعلن صبحي جمعة، المتحدث باسم القوة المتحركة، أحد مكونات قوات «فجر ليبيا»، أن القوات المدعومة من الحكومة الموازية في طرابلس، «تسيطر بشكل كامل» على الشريط الساحلي الرابط بين العاصمة ومنفذ رأس جدير الحدودي مع تونس.وقال صبحي، في حديث إلى وكالة «الأناضول»، إن قوات «فجر ليبيا»، «استعادت منذ مساء أمس (أول من أمس)، سيطرتها على مدينتي زلطن ورقدالين (30 كلم شرق المنفذ الحدودي الليبي التونسي)، بعد قتال استمر لأيام مع القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر». وأضاف إن «فجر ليبيا الآن تحكم سيطرتها على كامل الشريط الساحلي الرابط بين العاصمة ومنفذ رأس جدير الحدودي».

وكانت قوات موالية لحفتر قد سيطرت على المدينتين، الأسبوع الماضي، أثناء محاولتها السيطرة على منفذ رأس جدير الحدودي مع تونس. وأشار صبحي جمعة إلى أن «قادة فجر ليبيا عازمون على المضي قدماً للسيطرة على قاعدة الوطية الجوية (130 كلم جنوبي غربي العاصمة)».
من جهته، أقرّ مساعد آمر الكتيبة الأولى في حرس الحدود التابعة لقوات حفتر، محمد الصائم، في حديث إلى «الأناضول»، بتقدم قوات «فجر ليبيا» وسيطرتها على مدن زلطن ورقدالين، وقال: «تأخر قواتنا جاء لأسباب إنسانية، حيث استهدف قصف فجر ليبيا الصاروخي منازل المدنيين في زلطن ورقدالين التي كانت تتمركز فيها قواتنا، ما استدعى الخروج منها».
ونفى الصائم استهداف طائرات تابعة لحفتر مواقع مدنية في المدينتين، وقال إن «سلاح الجو دقيق في ضرباته التي تقتصر على المواقع العسكرية والمباني العامة التي تستغلها فجر ليبيا في تخزين الذخائر والمعدات العسكرية»، مضيفاً إن «الطيران توقف مرات عدة عن قصف أهداف، بعدما تبين أن سيارات إسعاف قادمة إليها ويعاود الغارات بعد إسعاف المصابين».
وكشف الصائم عن وصول إمدادات إلى قاعدة «الوطية» الجوية، متمثلة في «طائرتين من طراز حديث»، قال إنهما «دخلتا المعارك منذ اليوم ونفذتا 3 غارات على مواقع حول زلطن ورقدالين».
في هذه الأثناء، أقرت الحكومة الليبية المؤقتة، برئاسة عبد الله الثني، تخصيص 150 مليون دينار ليبي (115 مليون دولار) من الموازنة العامة للدولة، بشكل عاجل، لرئاسة الأركان العامة للجيش. وطالبت المصرف المركزي بتسييلها على وجه السرعة، ليتمكن الجيش من حسم المعركة ضد الإرهاب.
وأوضحت الحكومة عبر موقعها الرسمي على الإنترنت، أمس، أن «مجلس الوزراء وافق على طلب تقدم به رئيس الأركان العامة للجيش اللواء عبد الرازق الناظوري لتخصيص مبلغ 150 مليون دينار ليبي للجيش».
وأشارت إلى أنها «استقبلت السبت اللواء الناظوري وعدداً من النواب في البرلمان المنتخب في 25 حزيران والمعترف به من الأسرة الدولية في مقرها في مدينة البيضاء شرق البلاد، حيث أوضح الوفد الحاجة الماسة للجيش الليبي إلى كميات من الأسلحة والذخائر والعتاد بشكل عاجل».
ونقل الموقع عن الناظوري قوله إن «توفير هذه المتطلبات من شأنه الإسراع في حسم المعارك التي يخوضها الجيش ضد الجماعات الإرهابية المتطرفة في الجبهات المختلفة من أجل تحرير كل المدن الليبية منها».
وأشارت الحكومة إلى أنها «وافقت على الطلب»، مؤكدة ضرورة أن «يقوم مصرف ليبيا المركزي بتسييل المبلغ المطلوب في أسرع وقت ويتفادى أي تأخير في إجراءات التسييل قد تعرقل وصول الأسلحة والذخائر إلى الجيش الليبي في الوقت المناسب».
ولفتت الحكومة إلى أن «النواب ورئاسة الأركان العامة رحّبوا بسرعة تجاوب مجلس الوزراء وتفهمه لهذا الطلب العاجل، وثمنوا تفهمهم لضرورة الإسراع في حسم المعركة ضد الإرهاب رغم الظروف المالية الحرجة التي تمر بها البلاد».
وفي إطار الوضع الميداني في مدينة بنغازي، فقد أفاد مسعفون ومسؤولون أمنيون بأن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 35 آخرون في اشتباكات بين القوات الموالية للحكومة الليبية والمقاتلين الإسلاميين في بنغازي.
(رويترز، ا ف ب، الأناضول)