أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أمس، أن نقص الإيرادات بسبب انخفاض أسعار النفط تُعَدّ من أبرز التحديات التي تواجهها بلاده بعد الإرهاب.
وقال العبادي، في كلمة له خلال المؤتمر الذي عقد لمناسبة إصدار التقرير الوطني للتنمية البشرية، والذي عرضته وزارة التخطيط بالتعاون مع الأمم المتحدة في العاصمة بغداد، إن «التنمية البشرية توزع الثروة بشكل عادل». ورأى أن «العراق يواجه مشكلتين، هما الإرهاب من جهة، والبناء والإعمار وتوفير الخدمات الأساسية مع الانخفاض الخطير في أسعار النفط من جهة أخرى»، مضيفاً أن «مجلس الوزراء يجاهد لإمرار موازنة في مجلس النواب تكون فاعلة للاقتصاد العراقي».

وقال وكيل وزارة التخطيط، مهدي العلاق، في عرضه لبعض بنود التقرير، إن «النزاعات المسلحة سببت على مدى السنوات العشر الماضية حركة نزوح داخلية غير مسبوقة بين المحافظات أو نفس المحافظة، إلى درجة أن نسبة 40% من السكان غيروا محل إقامتهم في السنوات العشر قبل عام 2013»، موضحاً أن «20% منهم هُجروا قسريا»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أنه «لا توجد أرقام بالنسبة إلى العراقيين في المهجر».
وأشار التقرير إلى «هشاشة الاقتصاد العراقي بسبب اعتماده على النفط كمصدر أساسي»، مشدداً على «ضرورة الاعتماد على مصادر غير نفطية».
ورأى التقرير أنه «خلال الأعوام الماضية شهد العراق نمواً سريعاً في الناتج المحلي الإجمالي، وارتفع نصيب الفرد بحسب بيانات البنك الدولي من 2860 دولاراً لكل فرد عام 2009 إلى 5860 دولاراً لكل فرد عام 2012».
في سياق آخر، قال وزير الموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، أشتي هورامي، إن الإقليم، شبه المستقل، سيحقق زيادة في صادرات النفط خلال الأشهر المقبلة ليقترب من الاكتفاء الذاتي اقتصاديا.
وأعلن هورامي، في مؤتمر صحافي في العاصمة البريطانية لندن على هامش مؤتمر عن الغاز والنفط، أن خط الأنابيب الكردي الذي ينقل الخام إلى تركيا قد يتمكن من نقل 800 ألف برميل يومياً في العام المقبل، منها 550 ألفاً تسوقها بغداد بموجب اتفاق توصلت إليه حكومة الإقليم مع بغداد في وقت سابق من شهر كانون الأول.
وقال هورامي إن مشكلة حق حكومة الإقليم في تصدير نفطها بشكل مستقل لم تجد حلاً بعد مع بغداد، لكنه «يأمل للمرة الأولى» إمكانية حل الخلاف الذي طال أمده. وتابع إنه رغم الاتفاق الجديد، فإن حكومة الإقليم لم تتوصل إلى اتفاق بعد بشأن قضايا أخرى منها حق تصدير النفط بشكل مستقل وآلية تقاسم العائدات. وأضاف هوارمي قائلاً: «إن حكومة كردستان ستقوم بدورها كاملاً في مساعدة العراق في الوفاء بأهداف صادرات الطاقة. لكننا حددنا لأنفسنا أهدافاً واضحة للاكتفاء الذاتي، لذلك لن نواجه ثانية عنف التهديدات الاقتصادية والحظر على منطقتنا أبداً».
وأوضح أن صادرات الإقليم سترتفع إلى 500 ألف برميل يومياً في نهاية الربع الأول من 2015 مقارنة بالمستويات الحالية البالغة 400 ألفاً.
من جهته، قال رئيس وزراء الإقليم، نجيرفان البرزاني، إن الاتفاق الجديد حول النفط مع حكومة بغداد لن يؤثر في علاقات حكومة كردستان مع تركيا أو شراكتها المتنامية مع إيران. وأضاف في بيان تلي على المشاركين في المؤتمر: «سنستمر في تعزيز علاقتنا مع جارتنا الشرقية إيران».
(الأناضول، رويترز)