لم يستبعد وزير الدفاع الفرنسي، جان ايف لودريان، إمكانية التدخل العسكري في جنوب ليبيا، الذي تحوّل منذ مطلع 2013 إلى ملاذ لـ«الجهاديين»، إلا أنه أشار إلى أن الجيش الفرنسي «شلّ حركة» مئتي «جهادي» في منطقة الساحل في أفريقيا. وتأتي تصريحات لودريان في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء، داخلياً، بشأن سيطرة القوات التابعة لحكومة عبد الله الثني، على معبر راس جدير الحدودي الغربي، مع تونس.
وفي مقابلة مع مجلة «جون افريك» تنشر اليوم، قال لودريان إنه «يجب على الأسرة الدولية أن تتخذ مع الدول المعنية الإجراءات الضرورية، من دون استبعاد إمكانية القيام بتحركات عسكرية في جنوب ليبيا».
وأضاف لودريان إنه «منذ العملية العسكرية الفرنسية سرفال في شمال مالي، مطلع 2013 ، تحوّل جنوب ليبيا إلى ملاذ للجهاديين». لكنه أكد أن الحل في هذا البلد «سيكون سياسياً أولاً»، ملمحاً بذلك إلى الأزمة التي تهزّ ليبيا بوجود حكومتين وبرلمانين متنافسين. وأضاف إنه «بعد ذلك ستترجم بإحلال سلام ضروري في جميع أنحاء ليبيا».
وفي سياق متصل، قال لودريان إن الجيش الفرنسي «شلّ حركة» مئتي «جهادي» في منطقة الساحل في أفريقيا منذ عام.
وأوضح أنه «منذ الأول من آب، تمكنّا من شل حركة حوالى ستين جهادياً معظمهم في شمال النيجر وشمال مالي وتم شل حركة مئتين منهم خلال عام؛ بينهم قادة مهمون».
وأشار الوزير الفرنسي إلى أن القوات الخاصة التابعة لبلاده قامت، ليل الأربعاء الخميس الماضي، «بتصفية» قيادي كبير في حركة «المرابطون» في مالي، هو أحمد التلمسي، حليف الجزائري مختار بلمختار، الزعيم «الجهادي» المطارد في المنطقة.
أما على مستوى التطورات الميدانية، فقد تضاربت الأنباء، أمس، بشأن سيطرة الجيش الليبي على معبر راس جدير الحدودي مع تونس. وأعلن مسؤولون ليبيون وتونسيون أن اشتباكات اندلعت بين فصائل مسلّحة متحالفة مع الحكومتين المتنافستين في ليبيا، أمس، قرب المعبر الحدودي الرئيسي للبلاد مع تونس.
وفي الوقت الذي قال فيه وزير الداخلية في الحكومة المعترف بها دولياً، عمر السنكي، إن قواته سيطرت على معبر راس جدير الحدودي الغربي، الذي يعتبر بوابة العبور الرئيسية إلى تونس، نفى مسؤول حدودي ليبي ورئيس بلدية زوارة الواقعة إلى الشرق من راس جدير هذا الأمر. وقال رئيس البلدية، حافظ جمعة، إن قواته لا تزال تسيطر على راس جدير، مشدداً على أن لا صحة لسيطرة الجيش الوطني الليبي على الحدود. كما أضاف إن طائرات حربية تابعة للحكومة في الشرق هاجمت مواقعهم وقتلت أربعة أشخاص.
وفي السياق نفسه ، ذكر مصدر أمني تونسي أن «هناك اشتباكات في منطقة أبوكماش الليبية القريبة من راس جدير»، إلا أنه أشار إلى أن «المعبر مفتوح، لكن تونس نصحت مواطنيها بتفادي استخدامه».
وعلى خط متصل، أعلنت شركتان ليبيتان حكوميتان للطيران وقف رحلاتهما الجوية من طرابلس ومصراتة إلى اسطنبول، بعدما حظر الاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، المرور الجوي فوق أراضيه. كما حظرت مصر وتونس الرحلات الجوية من غرب ليبيا، ما يجعل الليبيين أمام خيارات قليلة للسفر إلى الخارج.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)