في عام 1973 اقتحمت مجموعة من منظمة «أيلول الأسود» مقر السفارة السعودية في السودان. احتجزت المجموعة سفراء دول غربية عدة كانوا في السفارة. قتلت المجموعة سفير أميركا ونائبه إضافة الى القائم بالأعمال البلجيكي. كان الهدف من العملية إطلاق سراح «أبو داوود» ومجموعة أخرى اعتقلت في الأردن. المهم فشلت العملية وسجنت مجموعة السودان لعشر سنوات، بينما أطلق سراح مجموعة الاردن بعد عام من العملية.
في عام 1970 حاولت المناضلة ليلى خالد اختطاف طائرة بوينغ 707 تابعة لطيران «العال». لم تنجح العملية، وألقي القبض على ليلى خالد في لندن. بعد أيام اختطف الرفاق في الجبهة الشعبية طائرة بريطانية من أجل إطلاق سراح خالد. أطلق سراحها وعادت الى بيروت بعد أيام. في عام 1985 نفذت جبهة تحرير فلسطين عملية في عرض البحر واختطفوا سفينة «أكيلي لاورو» الايطالية. كان الهدف من العملية إفشال العملية السياسية التي بدأتها منظمة التحرير الفلسطينية مع الأميركيين. حينها طالب الغرب بإقصاء أبو العباس من منظمة التحرير الفلسطينية. رفض أبو عمار ذلك رغم أن العملية استهدفت مشروعه السياسي الجديد، لأنه رفض شقّ الصف داخل المنظمة. في عام 1969 حتى أحداث أيلول 1970، نفذت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين عدة عمليات استفزازية ضد النظام الأردني (الاحتفال بميلاد لينين في بعض المساجد، واختطاف بعض الضباط والجنود من الجيش الاردني). حاولت "فتح" منع الجبهة من تكرار هذه العمليات، لكن عندما بدأت المعركة بين الجبهة والجيش الاردني لم تتنصل منظمة التحرير أو "فتح" أو أبو عمار من مسؤولياتهم. دافع عن الجبهة، وقف معها في قتالها، معتبراً أن الاستفراد بأي فصيل في منظمة التحرير سيؤدي الى تفتيت المنظمة. هذا السرد التاريخي ضروري، لأن الله ابتلانا هذه الايام بقيادة منبطحة أمام العدو الإسرائيلي. قيادة ارتمت في حضن العدو. قيادة لا تعرف معنى التضامن والتكافل الحزبي والوطني. بعد اغتيال الشهيد الوزير زياد أبو عين حتى الآن، لم تتخذ القيادة الفلسطينية خطوات جدية ضد العدو. أجّلت القيادة اجتماعاتها مرة تلو الأخرى. ومع مرور الوقت سيبرد الدم، ولن تكون هناك أي قرارات مؤثرة عملياً على الأرض. أما الحديث عن وقف التنسيق الأمني بعد اغتيال الشهيد الوزير زياد أبو عين فنكتة سمجة، إذ إن هذه القيادات بحاجة إلى التنسيق مع العدو لاستصدار إذن مرور للتجوال في رام الله والضفة الغربية. بعد أيام عدة سيعود التنسيق الأمني بشكل أفضل وأقوى، وستمنع السلطات الفلسطينية أبناء الضفة من التعبير عن غضبهم وسخطهم، حتى ولو سلمياً. الابتلاء الذي نعيشه كشعب فلسطيني في الداخل والشتات أن القيادة متمسكة بالسلطة ــ الوهم. فالأساس هو منظمة التحرير الفلسطينية، التي فرّغها محمود عباس وحوّل ثوارها الى موظفين ينتظرون مرتبات آخر الشهر. نحن اليوم بأمس الحاجة الى قيادة جديدة، عمرها أقل من الخمسين، تعيد الى المنظمة رونقها وزمنها. قيادة تؤمن حقاً «بالبندقية وغصن الزيتون».