حلب | انتهت زيارة المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى مدينة عينتاب في جنوب تركيا، من دون التوصل، على ما يبدو، إلى أي تفاهم مع فصائل المعارضة السورية التي التقاها لعرض مقترحه الهادف إلى تجميد القتال في مدينة حلب. وأعلن قائد «المجلس العسكري الثوري في حلب»، زاهر الساكت، رفض المبادرة ومواصلة القتال «حتى آخر قطرة دم»، منتقداً «الائتلاف الوطني» على اعتبار أنه يجري الطلب من المجلس ما هو «فوق طاقته».

الساكت الذي انتقل إلى خطوط القتال الأولى في جبهة البريج للقاء قادة مسلحي «الجبهة الإسلامية»، ولحضّهم على الصمود في مواجهة الجيش السوري، قال إن «معركة حلب أمانة في رقابكم جميعاً ومسؤولية الائتلاف أولاً، والحكومة المؤقتة ووزارة الدفاع... ونحن موعودون بدعم ولدينا مستودعات وذخيرة كافية وقادرين على الصمود وقادرين على القتال».وأعلن الساكت رفض مبادرة تجميد القتال، وقال «نحن لا نجمد القتال ولا نهادن على الدماء، ولن نقبل مبادرة دي مستورا لأنها جاءت لإنقاذ الأسد وسنقاتل حتى آخر قطرة من دمنا».
في غضون ذلك، قال مصدر معارض لـ«الأخبار» إن نحو 350 مسلحاً غادروا برفقة عائلاتهم حلب باتجاه الريف الشمالي وتركيا، وذلك على أثر «فشل جبهة النصرة في غزوة نبل والزهراء». ولكن بعدما بات الطريق المؤدي إلى الريف الشمالي تحت مرأى قوات من الجيش السوري بعد السيطرة على مواقع تطل على دوار بعيدين، من جهة الشرق، وعلى تلة حنجرات، من جهة الشمال، تسلك السيارات المغادرة طرقاً ترابية وفرعية، بهدف الابتعاد عن نيران الجيش.
من جهته، قال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن «الجيش يواصل تقدمه في الكتل العمرانية عند مدخل حلب الشمالي، ويفرض حصاراً نارياً، جزئياً، على معظم المسافة القصيرة التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية»، لافتاً إلى أن «كل المناطق التي يدور فيها القتال خالية من السكان».
بدوره، قال مصدر في «لجنة المصالحة الوطنية في حلب» إن مجموعات مسلحة في حي الهلك والحيدرية، وهي أحياء قريبة من مناطق القتال، «تخلت عن المشاركة في القتال ويقتصر الآن نشاطها ضمن تلك الأحياء. وهي تبدي رغبتها في الاستفادة من المصالحة وتدعم خطة دي ميستورا، وتسعى إلى أن تكون ضامنة للأمن في الأحياء ولمنع المتشددين من استخدامها لمحاربة الدولة».
ميدانياً، صعّد المسلحون من شدة قصفهم لـ«الأحياء الآمنة» في حلب، حيث تجاوز عدد القذائف الأربعين، تم إطلاق معظمها من حي بني زيد، واستهدفت أحياء الأشرفية، شارع النيل وشارع تشرين. وأودت القذائف بحياة ثلاثة أشخاص، على الأقل، وأدت إلى إصابة خمسة عشر آخرين، بعضهم في حالة حرجة.