دعا الملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى وضع منهج استراتيجي شامل «من أجل التصدي للإرهاب»، وفق بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني، بعد ختام اجتماع ثنائي في عمان مساء أمس. وقال البيان إن الزعيمين استعرضا «مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية وآليات التعامل معها، بما يحفظ أمن المنطقة».ويبدو أن التركيز كان عالياً على «جهود مكافحة الإرهاب»، إذ شدد كل من السيسي وعبد الله على «أهمية وجود منهج تشاركي بين مختلف الأطراف في التصدي للإرهاب، ومن يمارسه باسم الإسلام وهو منه براء».

كذلك عرّج البيان على الحديث عن القضية الفلسطينية، منبهاً إلى ضرورة «إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية». كما حذر «من خطورة المساس بالوضع القائم في مدينة القدس، وخصوصاً في المسجد الأقصى». أيضاً جرى الحديث عن «محاربة الإرهاب في العراق، وحل سياسي شامل للأزمة السورية بما يحفظ وحدة البلاد».
الأزهر ينفي
تكفيره
تنظيم «داعش»

الزيارة، التي أتت بعد نحو عشرة أيام على لقاء سريع بين عبد الله والسيسي في مطار القاهرة، لم تخل من التذكير بـ«محورية دور الأزهر الشريف (في محاربة التطرف) باعتباره منارة لفكر الإسلام الوسطي المعتدل، وأهمية توفير سبل الدعم والمساندة للأزهر ليتمكن من أداء رسالته على الوجه الأكمل».
على ذكر الأزهر، كان لافتاً أمس، إصداره بياناً نفى فيه تكفيره لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، قائلاً إنه جرى اجتزاء بعض العبارات المقتطعة للشيخ إبراهيم الحسيني، وهو مفتي نيجيريا، وذلك خلال كلمة ألقاها في مؤتمر الأزهر لمواجهة العنف والتطرف. وقال البيان إن «هذه العبارات لم ترد صراحة ولا تلميحاً فى عبارة الحسيني، بل كل ما قاله إنهم (داعش) المبتدعة الذين نفذوا أفعال التطرف وكل ألوان الفساد كهتك الأعراض وقتل الأنفس». لكن مفتي نيجيريا قال، وفق بيان الأزهر، إنهم (تنظيم الدولة) «انتهوا إلى تكفير الأمة فتحقق فيهم الحرابة والبغي، وقد قتلوا المسلمين، وحكموا على أنفسهم بالكفر بأفعالهم».
بناء على ذلك، رأى الأزهر أن الشيخ المذكور «لم يفت بتكفير داعش أو غيرها، وإنما يوضح أن أفعال هؤلاء ليست أفعال أهل الإسلام». وأضاف مبرراً: «علماء الأمة يعلمون يقيناً أنهم لا يستطيعون أن يحكموا على مؤمن بالكفر مهما بلغت سيئاته، وأن الذنوب مهما بلغت لا يخرج ارتكابها العبد من الإسلام... لو حكمنا بكفرهم لصرنا مثلهم ووقعنا فى فتنة التكفير، وهو ما لا يمكن لمنهج الأزهر الوسطي المعتدل أن يقبله».
في غضون ذلك، قال الجيش المصري إنه «قتل 12 إرهابياً وألقى القبض على 70 آخرين»، كما دمر 68 مقراً لهم في محافظة شمال سيناء، شمال شرق البلاد. وأوضح متحدث باسم الجيش، في بيان أمس، أنهم تمكنوا من قتلهم ما بين 3 و10 كانون الأول الجاري.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)