بالتزامن مع إعلان وزيرة القضاء الإسرائيلي المقالة تسيبي ليفني، ورئيس حزب «العمل» يتسحاك هرتسوغ، خوضهما الانتخابات المقبلة في قائمة واحدة، تحدثت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن أن استطلاعات الرأي منحت قائمة «العمل ـ الحركة» التي شكلها الاثنان 23 مقعداً في مقابل 22 لكتلة «الليكود» بزعامة بنيامين نتنياهو أو غدعون ساعر.هذه النتيجة يمكن اعتبارها نوعاً من المفاجأة، إذ يمكن أن تغير موازين القوى بما يؤدي إلى إعادة حزب العمل إلى رئاسة الحكومة بعد غياب استمر نحو 14 سنة، وتحديداً منذ خسارة رئيس «العمل»، إيهود باراك، في مقابل رئيس «الليكود»، أرييل شارون، في انتخابات عام 2001.

والحقيقة التي ينبغي استحضارها مع كل نشر عن نتائج استطلاعات الرأي في إسرائيل، أنها قد تعبر عن الواقع حتى وقت إجرائها فقط، لذلك يمكن أن تتغير النسب والاتجاهات من اللحظة التي تلي إجراء هذا الاستطلاع أو ذاك.
على هذا الأساس، فحتى ما قبل إجراء الانتخابات (17 آذار المقبل) سوف نشهد الكثير من الصعود والهبوط في استطلاعات الرأي، وقد يكون ذلك مقروناً بما يجري على الساحتين الفلسطينية والدولية، وطرق تصرف نتنياهو مع مستجدات الأحداث. لكن ينبغي استحضار حقيقة أن قانون أساس الحكومة في إسرائيل، لا يفرض أن يكون رئيس الحكومة هو رئيس الكتلة الكبرى في الكنيست، بل ينص على أن رئيس الدولة يختار عضو كنيست بعد إجراء مشاورات مع الكتل النيابية. لهذا، فإن رئيس الحكومة من الناحية العملية هو نتاج تحالفات وتوصية كتل الكنيست لدى رئيس الدولة.
ضمن هذا الإطار، تولى رئيس «الليكود»، نتنياهو، رئاسة الحكومة بعد انتخابات 2009، رغم أنّ حزبه نال آنذاك 27 مقعداً، فيما نالت كتلة «كاديما»، برئاسة تسيبي ليفني، 28 مقعداً في الكنيست.
ووفق الاتفاق الجديد، تحل ليفني في المكان الثاني في القائمة بعد هرتسوغ، ويشكلان معاً «المعسكر الإسرائيلي» كما كتب على اللافتة التي علقت خلفهما. لكن اللافت أن الاثنين أعلنا التناوب في رئاسة الحكومة بينهما في حال الفوز بهذا المنصب بعد الانتخابات المقبلة. ووفق الاتفاق، يتولى هرتسوغ في البداية المنصب على أن تليه ليفني بعد سنتين.
وأوضح هرتسوغ أنه «معاً فقط سننتصر»، مضيفاً: «سنستبدل الشلل بمبادرة والجمود برؤية». وأكد أن هذا الترابط سيؤدي إلى الانتصار على نتنياهو، قائلاً: «أنا وليفني نقترح على مواطني إسرائيل أملاً جديداً ومستقبلاً أفضل».
أما ليفني، فقالت وهي تبتسم: إن «هرتسوغ سيكون رئيس حكومة ممتازاً». وإلى جانب ليفني، اتُّفق أيضاً على تحصين موقعين حقيقيين لرجال «الحركة»، الأول في العشرية الأولى، والثاني في العشرية الثانية. ويُشار إلى أن المقصود بالموقعين الحقيقيين ليس المواقع التي يحتلها مرشحان من المستبعد فوزها.
إلى ذلك، يتوقع أن يجتمع حزب «العمل» الأحد المقبل للتصديق على الاتفاق، بما فيه التناوب بين هرتسوغ وليفني.
(الأخبار)