عاد الحديث عن احتمال وقوع هجوم قريب على تنظيم "الدولة الإسلامية" في مدينة الموصل في الشمال العراقي ليأخذ وهجه، الإعلامي والسياسي، في مؤشر جديد على طغيان تطورات الميدان العراقي على مجمل الأحداث السياسية في البلاد.
وبعد يوم على مناشدة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، خلال زيارته لبغداد، بتسريع وتيرة "الدعم" العسكري للسلطات العراقية، التي بدا أن سببها يرتبط مباشرة بالعمل العسكري في مدينة الموصل، نشرت وكالة "الأناضول" التركية تقريراً قالت إنها "رصدت" فيه "الاستعدادات الجارية في معكسر عملية تحرير الموصل (الذي) يضم نحو سبعة آلاف شخص من القوات الأمنية العراقية، بمن فيهم 2000 مقاتل من قوات سوات (قوات خاصة تابعة للمؤسسة العراقية الأمنية)".

ونقلت الوكالة التركية، شبه الرسمية، عن "المسؤول عن المعسكر" اللواء في الشرطة العراقية، خالد حمداني، قوله إن "البرنامج التدريبي يراعي كل حالات وأوضاع الاشتباك مع تنظيم داعش"، كاشفاً أنهم "سيتسلمون خلال الأيام القليلة المقبلة أسلحة ثقيلة لإطلاق عملية تحرير الموصل بمساعدة قوات البشمركة، والدعم اللوجستي المقدم من الولايات المتحدة"، مشيراً إلى أن "العملية لن تنجح دون الدعم الجوي الأميركي، ومساندة البشمركة، وإلا فإنها ستستمر طويلا".
كيري لمجلس الشيوخ: لتفويض عسكري لا يحدنا في العراق وسوريا

ويتطابق حديث حمداني، جزئياً، مع إعلان سابق لرئيس مجلس محافظة نينوى، بشار كيكي، في السابع من الشهر الحالي، قال فيه إن "20 ألف مقاتل، سيشاركون في عملية تحرير الموصل، من أربع جهات، هي: التحالف الدولي، والحكومة المركزية، وحكومة إقليم شمال العراق، والحكومة المحلية في الموصل". ويشير الحديث عن هوية القوى المشاركة في الهجوم المرتقب إلى غياب طرف أساسي، هو قوات "الحشد الشعبي" التي سبق أن شاركت في العديد من معارك تحرير مناطق عراقية، تحديداً في محيط بغداد وفي وسط البلاد وشرقها.
وفي السياق ذاته، كان لافتاً أمس تحذير محافظ نينوى، اثيل النجيفي، مما وصفه بـ"خطورة" مشاركة "الميليشيات الشيعية" في عملية تحرير الموصل، لافتاً إلى احتمال الاستعانة بقوات "البشمركة... بشرط أن لا يكونوا بديلاً من العرب السنة". ويعتبر النجيفي من الشخصيات العراقية التي تطرح حولها العديد من الإشكاليات. وهو كان أبرز الداعين سابقاً إلى تشكيل إقليم في نينوى على غرار إقليم كردستان، وكان مشاركاً، قبل أيام، في وفد العشائر العراقية الذي زار واشنطن. وقال، أمس، في مؤتمر صحافي عقده في أربيل: "قمنا بإعطاء صورة واضحة للحكومة الاميركية حول المستقبل الذي يمكن أن يبنى مع العرب السنّة في العراق".
وأوضح في حديثه أن "هناك ما يقارب 22 الف مقاتل، سبعة آلاف منهم من عناصر الشرطة، يتدربون حالياً في منطقة ليست بعيدة عن الموصل وقوة من الاهالي المتطوعين تبلغ 15 الف مقاتل سيشاركون في عملية تحرير الموصل وسيكونون نواة للحرس الوطني الجديد، وقد تمت تهيئة المعسكر لتدريباتهم ولكن ننتظر الموافقات للتسليح والتدريب".
بدوره، وبالحديث عن دور قوات "البشمركة" الكردية المحتمل، أعلن رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، خلال استقباله ضباطاً من القوات الكردية، قادمين من مدينة عين العرب السورية، أن "مسيرة الاستقلال في منطقة كردستان ستبقى مستمرّة حتى لو جاء ألف تنظيم كداعش".
وفي سياق مرتبط بالحرب المزعومة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، حث وزير الخارجية الاميركي، جون كيري، الكونغرس على اعتماد تفويض قانوني جديد لعمل عسكري ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" لثلاث سنوات على الاقل، طالباً الا يحصر النص التحركات الأميركية جغرافيا بسوريا والعراق، داعياً في الوقت ذاته اعضاء مجلس الشيوخ الى عدم استبعاد نشر قوات على الارض. وقال، امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، إن السلطة القانونية الجديدة يجب "ألا تحدّ من قدرتنا" على التحرك في اماكن اخرى اذا تطلب الامر. وحتى الآن استخدمت ادارة الرئيس باراك اوباما كإطار قانوني لشن ضربات ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" تفويضاً قائماً لاستخدام القوة العسكرية كان قد صدر بعد ايام من اعتداءات 11 ايلول عام 2001.
(الأخبار، أ ف ب)