القاهرة | يحاول شباب مصريون إعادة نسق التحضيرات التي كانت تسبق الخامس والعشرين من يناير 2011، عبر تجديد الدعوات إلى تظاهرات تندد ببراءة الرئيس المخلوع، حسني مبارك، وتطالب بمحاكمته سياسياً أو ثورياً على ما أحدثه من فساد طوال حكمه مع رموز نظامه. لكن هذه الرغبة لم تشفع لفعل شيء بعد، في ظل انقسام مستمر بين التيارات المدنية من جهة، وتيار الإسلام السياسي من جهة أخرى، وذلك بعد التجربة المريرة لجماعة «الإخوان المسلمون» في حكم البلاد لسنة.
هكذا لم يكن أمس (الثلاثاء) يوم المد الثوري كما طالبت الأحزاب والتكتلات الشبابية، لكن يشاع أن هناك اتصالات تُجرى بين رفقاء الميدان القدامى، عدا شباب الإخوان. وتزامن ذلك مع «هاشتاغ» في صفحات التواصل الاجتماعي اسمه «التلات بتاع الثوار».
ميدانياً، رصد وسط العاصمة تظاهرات ووقفات احتجاجية، الأولى في الثالثة عصراً أمام نقابة الصحفيين، وثلاثة أخرى في الساحة الخامسة ما بين ميدان عبد المنعم رياض وميدان الأوبرا. يقول المتظاهرون إن لديهم أربعة أهداف، أهمها محاكمة مبارك وأركان نظامه، ووضع قانون واضح لعدالة انتقالية حقيقية، وثالثا إعلان القطيعة التامة مع بقايا نظام مبارك، وأخيراً إسقاط قانون التظاهر والإفراج عن كل معتقلي الرأي.
في غضون ذلك، طالب مؤسس التيار الشعبي، عمرو بدر، بمحاكمة «الإعلاميين المخبرين الذين يشوهون ويتهمون ثورة يناير بأنها مؤامرة»، فيما أكد المتحدث الإعلامي باسم «شباب 6 أبريل»، شريف الروبي، أن الحركة بدأت التنسيق مع القوى الشبابية التي لا تنتمي إلى تيار الإسلام السياسي حتى يبدأوا مسيرات وجولات في الأحياء الشعبية استعداداً لذكرى 25 يناير الرابعة في العام المقبل 2015.
ومع أن هذا يؤكد أن الردود على قضية مبارك لن تكون سريعة وقريبة، يوضح الروبي لـ«الأخبار»، أن «6 أبريل نظمت وقفتين: الأولى في محيط ميدان الأوبرا، والثانية في حي فيصل، وتحولتا إلى خطاب في الجماهير لتذكيرهم بفساد مبارك». لكنه ذكر رفضهم دعوات السلفيين أو الإخوان للتواصل معاً من أجل ترتيب هذه المسيرات.
بعد ذلك، نُظِّمَت تظاهرات مسائية ضمن السياق نفسه، في وقت قال فيه حزب «الكرامة» إنه يشدد على ضرورة الحرص على الحق الدستوري للمصريين في التظاهر السلمي والتمسك به، لكنهم أيضاً يرفضون النزول في أي تظاهرة يدعو إليها أو يشارك فيها «الإخوان».
وتحسباً لنجاح أيٍّ من هذه الدعوات في الاعتصام في الميادين وخاصة «التحرير»، تحرص قوات الجيش المصري على غلق جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى الميدان، من الخامسة مساءً، مع ترك مخرج واحد لمن بقي في المكان. ورصدت «الأخبار» حالة تذمر بين المواطنين بسبب تعنت عساكر الجيش تجاه مطالب بعض أصحاب المصالح في المكان بالعبور، لكنْ ثمة جنود شددوا على أنهم تلقوا أوامر من قائد المنطقة بمنع أي تجمعات.