ريف دمشق | عاد محيط بلدة زبدين في الغوطة الشرقية إلى الاشتعال مجدّداً بمواجهات عنيفة بين الجيش السوري ومسلّحي تنظيم «جيش الأمة». أمس، شنّ الأخير هجوماً على وحدات الجيش المنتشرة في المزارع المجاورة للبلدة، وذلك في إطار ما سمّاه «عملية تمشيط مزارع زبدين من قوّات النظام».
وجاءت العملية، بحسب بيان صادر عن «جيش الأمة»، بعد «اكتشاف خلايا نائمة تعمل لمصلحة النظام» وتقوم بالتنسيق معه لـ«إدخال الجيش من جهة الخطوط الخلفية لمسلّحي التنظيم»، وضُبط في حوزتها «أسلحة وذخائر ووسائل اتصال متطورة» للمشاركة في تنفيذ «الخرق الأمني» لمصلحة الجيش. وبحسب مصدر من الغوطة الشرقية «ترافق هجوم المسلّحين على مزارع زبدين مع اعتقالهم لنحو 40 مواطناً من البلدة، وجرى إرسالهم إلى هيئة القضاء الموحد في الغوطة الشرقية». ويوضح المصدر أنّ سبب هذه الاعتقالات «هو خلاف دار بين الأهالي والمسلّحين بسبب منعهم للمواطنين من الخروج من زبدين عبر الممر الآمن الذي أمّنه الجيش قبل أيام، بحجّة حمايتهم من قناصي الجيش». وهذا الأمر، بحسب المصدر، «حدا بزعيم جيش الأمة، محمد أبو عدي، إلى إصدار أوامر باعتقال الراغبين في الخروج من البلدة بحجّة التعامل مع النظام».
إلى ذلك، أغلق الجيش جزئياً طريق دمشق ــ حمص الدولي إثر عودة حالات القنص والاستهداف بالهاون من جهة مسلّحي حرستا (في الغوطة الشرقية)، فيما ردّت مدفعية الجيش على مصادر القنص والقذائف في البلدة. في السياق، اغتيل أمس أحد قادة «جيش الأمة» المدعو حسان الرحيب، والملقب بأبو عنتر البيك، في محيط حرستا على أيدي مسلحين مجهولين.
وتجدّدت الاشتباكات في محيط مدينة دوما، وترافقت مع قيام سلاح الجو بتنفيذ غارتين على مواقع المسلّحين في المدينة، في وقت ذكرت فيه مصادر ميدانيّة لـ«الأخبار» أن مسلّحين مجهولين اغتالوا القيادي في «جيش الإسلام» يوسف عبد الوهاب في بلدة الريحان المجاورة لدوما.
وفي مدينة داريا (الغوطة الغربية)، بدأ الجيش فجر أمس هجوماً على مواقع المسلّحين في الجهتين الشرقية والشمالية من المدينة، وبحسب مصدر عسكري «تمكن الجيش من السيطرة على العديد من كتل الأبنية في منطقة الكورنيش القديم، بعد تدمير حواجز ونقاط لمسلّحي الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام». وبالتوازي، شنّت وحدات أخرى من الجيش هجوماً آخر في محيط مقام السيدة رقيّة أدى إلى «إحراز تقدّم طفيف للجيش وتغيير في مواقع دفاعات المسلّحين نتيجة الضغط الشديد عليهم من جهة الجيش». في سياق آخر، تقدّم الجيش السوري على نحو ملحوظ في الشيخ مسكين في ريف درعا، وسيطر على الحيّ الشرقي كاملاً، ووصل إلى طريق درعا القديم بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين.