بعد سيطرتهم على معظم المحافظات الشمالية الغربية، بدءاً من عمران حتى الحُديدة، يتقدم مقاتلو جماعة «أنصار الله» (الحوثيون)، اليوم، باتجاه جنوب البلاد، مقتربين من محافظة عدن، عاصمة دولة «اليمن الجنوبي» السابقة، حيث يعتصم أنصار «الحراك الجنوبي» منذ الشهر الماضي، مطالبين بالانفصال عن الدولة المركزية واستعادة الدولة السابقة.
وبحسب مسؤولين محليين، دخلت قافلة مؤلفة من 16 آلية تنقل نحو 200 عنصر مسلّح، ليل أول من أمس، إلى ضاحية مدينة تعز، حيث انتشروا في منطقة غير بعيدة من المطار والإذاعة المحلية، ليقتربوا بذلك من مدن الجنوب، وخصوصاً عدن.
وتمكنت الجماعة، منذ حزيران الماضي، من السيطرة على عددٍ من المحافظات الشمالية، وفي مقدمتها صنعاء، حيث تمكّن الحوثيون في 21 أيلول الماضي، من تغيير المعادلة السياسية في البلاد، بعد توقيع اتفاق «السلم والشراكة الوطنية» بين الجماعة والرئاسة اليمنية.
وعلى الرغم من وصولهم إلى مدن الوسط والغرب، كمدينة الحديدة الاستراتيجية، لم يدخل الحوثيون حينها إلى مدينة تعز التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة، وتبعد 250 كلم جنوب غرب العاصمة، وذلك بموجب اتفاق مع السلطات المحلية.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر قريب من الجماعة، قوله إن الاتفاق «لم يعد قائماً، لأن السلطات المحلية لم تفِ بالتزاماتها باعتقال 14 متطرفاً في محافظة تعز».
وكانت «أنصار الله» قد استولت، في وقت سابق من الأسبوع، على قرية القاعدة في محافظة إب المتاخمة لتعز، فيما تتواصل المعارك بين الجماعة ومقاتلي «القاعدة»، في محافظتي البيضاء وإب، وسط البلاد.
في هذا الوقت، احتشد الآلاف من أنصار «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال، أمس، في ساحة العروض في عدن، للمشاركة في ما أطلقوا عليه اسم «جمعة الاستقلال»، ضمن فعاليات التصعيد التي أعلنها الحراك الأسبوع الماضي، لتجديد مطالبتهم بالانفصال عن الدولة المركزية.
وعقب صلاة الجمعة التي أقيمت في ساحة العروض، شيّع المشاركون جثمان الشاوش اليافعي الذي توفي، أول أمس، متأثراً بجراح أصيب بها في اشتباكات بين جنود الأمن وأنصار «الحراك الجنوبي»، أواخر تشرين الأول الماضي.
كذلك، يستعد المعتصمون للاحتفال، غداً، بذكرى انتهاء الاحتلال البريطاني من جنوب اليمن عام 1967، وهو الموعد الذي حدده الحراك الجنوبي كمهلة أخيرة، لمغادرة المقيمين في المحافظات الجنوبية من أبناء الشمال، وفقاً لبيان صدر عن «الحراك» منتصف الشهر الماضي.
(أ ف ب، الأناضول)