استعادت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» أمس، السيطرة على مديرية ذوباب في محافظة تعز، وأحرزتا تقدماً باتجاه منطقة باب المندب حيث سيطرتا على ثلاثة مواقع استراتيجية في وقت متأخر. جاء ذلك بعدما تمكنت هذه القوات من طرد المسلحين الموالين للعدوان من معسكر العمري في المديرية. وأفاد مصدر أمني «الأخبار» بأن الجيش و«اللجان» أوقعا عدداً كبيراً من القتلى والجرحى وأسرا عدداً آخر من جنود الكتيبتين اللتين كانتا متمركزتين في العمري.
وأشار المصدر في سرده تفاصيل المعارك إلى أن تضعضع القوات الموالية للعدوان عبّد الطريق أمام الجيش و«اللجان الشعبية» للتقدم باتجاه العمري، موضحاً أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، أحمد سيف اليافعي، أوعز قبل يوم واحد من الواقعة إلى المقاتلين السلفيين الذين كانوا متمركزين في المعسكر بالاتجاه إلى باب المندب.
غاب دعم قوات «التحالف» عن المقاتلين المؤيدين لها في مواجهات باب المندب

وأضاف المصدر الأمني في حديثه إلى «الأخبار» أن اليافعي دفع بمقاتلين من معسكر الصولبان في عدن كانوا قد تدربوا في أريتريا للحلول محل المنسحبين، لافتاً إلى أن هؤلاء لم يُظهروا إلا مقاومة ضعيفة في مواجهة قوات الجيش و«اللجان» اللتين تمكنتا من تأمين المعسكر قبل أن تتقدما حوالى 40 كيلومتراً باتجاه مركز ذوباب وتقطعا طرق إمداد المسلحين هناك. وأفاد المصدر بأن قادة وجنوداً من متدربي الصولبان انسحبوا من الميدان بمجرد بدء المعركة، مشيراً إلى غياب أي إمداد جوّي من قبل السعودية لمقاتليها على الأرض.
واستعاد المصدر فشل الحملة التي استهدفت القضاء على مسلحي «داعش» و«القاعدة» في مديرية المنصورة، كاشفاً أن الحملة التي كان يفترض أن تنطلق من أربع جهات اقتصرت على ثلاث فقط بعدما أحجم اليافعي عن تحريك جنوده، ما أفسح المجال أمام استمرار تدفق الإمدادات لمقاتلي التنظيمين.
وينقل مصدر آخر لـ«الأخبار» عن أحد المقاتلين الذين تمكنوا من الفرار من مواجهات باب المندب يوم أمس قوله «إن الحوثيين تمكنوا من تدمير عدد من الأطقم، وإن القيادات لم تكن حاضرة على الإطلاق سوى بعض الضباط ولم يأتنا دعم من كتائب المحضار ولا من قبل المعسكر ولا من قبل طيران التحالف أو حتى قوات التحالف».
ويصف المقاتل الوضع في باب المندب بـ«الصعب جداً والمريع»، مضيفاً أنه «رأى العديد من الجثث التي تزيد على 25 من شبان المعسكر، وهنالك ما يزيد على الضعف منها على بعد أكثر من 40 متراً». ويتابع المصدر نقلاً عن الجندي الفار أن «العديد من الجنود تم القبض عليهم من قبل الانقلابيين، والعديد من الشباب في حالة انهيار كامل لغياب الدعم وتركهم في محنة صعبة لا يفقهون فيها سوى القليل من أساليب الحرب».