في ما وصفته أكثر من جهةٍ بأنه إجراء انتقامي من نتيجة الانتخابات التشريعية والمحلية المخيّبة لآمال السلطة في البحرين، اقتحمت قوات الأمن البحرينية، أمس، منزل المرشد الروحي للمعارضة في البلاد، السيد عيسى قاسم، للمرة الثانية خلال أقلّ من عامين.
وبينما نفت وزارة الداخلية، في حسابها الرسمي على موقع «تويتر»، اقتحام المنزل في قرية الدراز (شمال غرب)، مؤكدةً أنها كانت «تفتش المنزل بعد استئذان ساكنيه، بحثاً عن شخصٍ مطلوب في قضية تفجير حافلة في منطقة البديع يوم 20 تشرين الثاني 2014»، قالت جمعية «الوفاق» المعارضة إن قوات النظام البحريني «فتشت منزل الشيخ عيسى قاسم تفتيشاً دقيقاً وقامت بتصوير هويات ساكنيه بشكل غير قانوني». ورأت أن تلك الخطوة هي بمثابة «استفزاز لمشاعر الجماهير وتعدٍّ على كل الاعتبارات».
وكانت قوات الأمن قد اقتحمت منزل قاسم في أيار 2013، ما أدى حينها إلى اندلاع احتجاجات عارمة في البلاد، قبل أن ينشب تراشق دبلوماسي حاد بين إيران والبحرين. آنذاك، قالت الشرطة إنه جرى اقتحام المنزل مع منازل أخرى في المنطقة للبحث عن «إرهابيين أطلقوا نار من سلاح محلي الصنع على دورية شرطة، أصيب على أثره اثنان من أفراد الشرطة».
من جهته، أعلن ائتلاف «شباب 14 فبراير» المعارض، أن تكرار «الاقتحام السافر هو حماقة جديدة غير محسوبة العواقب يرتكبها النظام في زمن إفلاسه وعصر خيباته»، مشيراً إلى أنّ هذه الجريمة تمسّ أبناء الشعب كافة. وأضاف الائتلاف، في بيان، أن «هذه الجريمة النكراء وغيرها من الجرائم البشعة، تأتي بعد الفشل الذريع الذي مُنيَ به النظام في انتخاباته الشكليّة، وبعدما حقّق مشروع الاستفتاء الشعبيّ نجاحاً قياسيّاً مذهلاً»، في إشارةٍ إلى الاستفتاء الذي أعدّه الائتلاف بعد الانتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة. وحذّر الائتلاف السلطات من «مغبة التمادي في هذا الجنون، بعدما قال الشعب كلمته الواضحة في الاستفتاء الشعبي بنسبة 99.1% تأييداً لتقرير المصير واختيار نظام سياسيّ جديد تحت إشراف الأمم المتحدة، بعيداً عن النظام الديكتاتوريّ»، بحسب البيان.
من جهته، أدان «حزب الله»، في بيان، «اعتداء السلطات البحرينية على منزل الرمز الوطني والإسلامي سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم»، ووصف الحادثة بـ«الجريمة» التي تمثل «إيغالاً في الاستهانة بالرموز والمقدسات، وإصراراً على انتهاك كل القوانين والأعراف التي تحمي كرامات المواطنين في البحرين وحقوقهم». ورأى الحزب اللبناني أنّ هذه الجريمة الجديدة تأتي تعبيراً عن انزعاج السلطات في البحرين من الفشل الذريع الذي تعرضت له إثر المقاطعة الشعبية الشاملة للانتخابات الصورية التي أجرتها السلطات.
(الأخبار، الأناضول)