سباق محتدم بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران على تقديم المساعدات العسكرية إلى العراق وكل طرف بحسب مصالحه الاستراتيجية، في وقت أكد فيه مسؤول تركي رفيع المستوى أن الجنود الأتراك يدربون مقاتلي البشمركة الكردية في شمال العراق، وأنهم سيقدمون مساعدة مماثلة لوحدة جديدة بالجيش الوطني العراقي في إطار قتال تنظيم «داعش».
وأكد المتحدث باسم قوات البشمركة، البريغادير جنرال هلكورد حكمت، أن الجنود الأتراك بدأوا تدريبات القوات الخاصة مع مقاتلي البشمركة في شمال العراق قبل ثلاثة أسابيع لكنه لم يعلق على أعداد المشاركين في التدريب.
وبالتوازي مع تصاعد الحديث الأميركي عن إمكانية التدخل البري في العراق لمحاربة «داعش»، تعتزم واشنطن تقديم مساعدات عسكرية للعشائر «السنية» لمواجهة التنظيم في الأنبار.
من جهتها، أبدت إيران استعدادها لإرسال أسلحة ومعدات للعراق لمساعدته في الحملة التي يشنها ضد «الإرهاب».
وكشفت وثيقة من وزارة الدفاع الأميركية معدة رفعت إلى الكونغرس الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة تعتزم شراء أسلحة لرجال عشائر «سنية» في العراق منها بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية وذخيرة هاون للمساعدة على دعمهم في معركتهم ضد مسلحي «داعش» في محافظة الأنبار.
وأوضحت الوثيقة أن قيمة الخطة ستبلغ 4،1 ملايين دولار وهي جزء من طلب الوزارة لانفاق 1،6 مليار دولار رفع للكونغرس ويركز على تدريب وتسليح القوات العراقية والكردية.
الوثيقة أبرزت الأهمية التي يوليها البنتاغون لدور رجال العشائر السنية ضمن استراتيجيته الشاملة للقضاء على تنظيم «داعش». وحذرت الوثيقة الكونغرس من عواقب عدم مساعدة هؤلاء الرجال لأن «عدم تسليح مقاتلي العشائر سيجعل العشائر المناهضة لداعش تحجم عن التصدي لها بفاعلية».
وبيّنت الوثيقة أن الدعم الأميركي جرى توجيهه بالتنسيق مع الحكومة العراقية، ومن خلالها ما يشير إلى أن أي أسلحة سيجري نقلها عبر بغداد تماشياً مع السياسة المعمول بها.
وأوضحت الوثيقة أن قوات الأمن العراقية «غير مرحب بها على نحو خاص في الأنبار ومناطق أخرى يمثل السنة غالبية بها» وأرجع ذلك إلى تواضع أدائها القتالي وانتشار الانقسامات الطائفية بين صفوفها.
وأوضحت تفاصيل وثيقة البنتاغون أن مبلغ 1،24 مليار سينفق على القوات العراقية فيما سيخصص مبلغ 354،8 مليون دولار للقوات الكردية.
في المقابل، كشف رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال حسن فيروز آبادي، أن إيران مستعدة لإرسال أسلحة ومعدات للعراق لمساعدته في الحملة التي يشنها ضد «الإرهاب» من خلال قنوات قانونية إذا توجهت الحكومة العراقية إليها بهذا الطلب.
(الأخبار)