لم ينس نائب الرئيس العراقي، نوري المالكي، ما حصل في حزيران الماضي عند سقوط الموصل واجتياح «داعش» للعديد من المناطق العراقية. «الخيانة» و«التواطؤ» اللذان لطالما تحدث عنهما رئيس الحكومة السابق، عاد ليذكّر بهما مجدداً، كاشفاً أن ما حصل في محافظة نينوى «اتفاق سياسي»، وأن أحد المكونات السياسية دعا إلى عدم مقاتلة «داعش» لأنه يحارب «الشيعة والمالكي».وقال المالكي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مبنى محافظة ذي قار أول من أمس، إن «قوات الجيش لم تهزم في الموصل، وتنظيم (داعش) لا يستطيع هزيمته»، مؤكداً أن «ما حصل هو تسليم وليس قتالاً».

وأضاف المالكي أن «هناك اتفاقاً سياسياً مع أطراف شكلت غرفة عمليات وكانت تعدّ الجيش طائفياً وصفوياً وشيعياً»، مؤكداً أن «أحد المكونات أصدر تعميماً بعدم مقاتلة (داعش) لأنه أتى لمقاتلة الشيعة والمالكي».
وتابع أن «45% من القوات العسكرية في الموصل انسحبت قبل يوم من الهجوم و90% من القوات الأخرى انسحبت أثناء الهجوم»، مشيراً إلى أن «التحقيقات كشفت عن تورط قسم من الضباط في هذه الأحداث، والقسم منهم محكوم بالإعدام أو هارب».
وكشف نائب رئيس الجمهورية أن «الحكومة السابقة سلمت أكثر من تسعة تريليونات و700 مليار دينار إلى الحكومة الحالية وليس ثلاثة مليارات، فضلاً عن 78 مليار دولار في البنك المركزي»، لافتاً إلى أنه «لولا المليار دولار الذي صُرف على الحشد الشعبي لما كانت هناك حكومة سابقة وحالية قائمة».
وكان المالكي قد وصل السبت إلى مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، للقاء محافظها وعدد من أعضاء مجلس المحافظة والقادة الأمنيين.
من جهة أخرى، وصف المالكي الانفتاح الخارجي على دول الجوار بـ«الأمر الطبيعي»، واشترط «عدم مساسه» بالسيادة الوطنية، معتبراً أن «هذا الانفتاح ضمن السياسة الجديدة للدولة بعد أن كان العراق مقصًى ومبعداً عن محيطه الإقليمي».
وفي شأن الأزمة المالية في البلاد، أكد المالكي أن «هذه الأزمة طارئة وسيتجاوزها العراق، وقد حصلت الأزمة نتيجة انخفاض أسعار النفط وقلة الطلب عليه، إضافة إلى انفتاح الحكومة على تعويض احتياجات الطبقات والشرائح المحرومة»، لافتاً إلى أن «هناك تطوراً كبيراً في القدرات المالية، لكن في المقابل هناك متطلبات كبيرة».
وأشار المالكي إلى أنه «غير متشائم من الأزمة، وسيتعافى الاقتصاد في العراق»، مؤكداً أنه «لايؤيد خفض الرواتب مع إمكانية عدم إطلاق فرص تعيين جديدة».
وفي سياق آخر، أشار المالكي إلى أن «الموازنة العامة ليست فيها فقرة تسمى رواتب الإقليم والبشمركة»، لافتاً إلى أن «هناك فقرة في الموازنة تشير إلى أن إقليم كردستان ملزم بتسليم عائدات النفط المصدر من حقوله إلى الحكومة المركزية، وفي حال عدم تسليم واردات النفط إلى الدولة يجري قطع الموازنة المخصصة للإقليم، وهذا ما حصل سابقاً».
أمنياً، أمر رئيس الحكومة حيدر العبادي بتقديم الإسناد الجوي المكثف لمحافظة الأنبار (غربي البلاد)، ودعم القوات المسلحة في المحافظة وتسليح أبنائها لمواجهة تنظيم «داعش».
وقال المكتب الإعلامي للعبادي، في بيان، إن «رئيس الحكومة وجه خلال استقباله وفد مجلس محافظة الأنبار بتقديم الدعم اللازم وتلبية احتياجات المحافظة».
وأشاد العبادي بالتقدم الذي تحققه القوات المسلحة في الأنبار وبتعاون أبنائها ودفاعهم عن مدنهم لطرد تنظيم «داعش»، مشدداً على أن حكومته «ستواصل العمليات العسكرية حتى تطهير المحافظة وتثبيت الأوضاع وبسط الأمن والاستقرار».
في السياق، أكد رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، أن تحرك قوات الجيش العراقي وعناصر الشرطة والعشائر باتجاه المناطق المحيطة بمدينة الرمادي لقتال عناصر «داعش» مرهون بمدى استجابة الحكومة الاتحادية لطلبات تعزيز الوجود العسكري في المدينة.
وقال الكرحوت في تصريحات صحافية أمس، إن «مجلس المحافظة طالب رئيس الحكومة حيدر العبادي بإرسال تعزيزات عسكرية إلى الرمادي، إضافة إلى الدعم اللوجستي، لضمان تمكن قطعات الجيش العراقي من التحول من مرحلة الدفاع إلى الهجوم على أماكن وجود عناصر داعش في المناطق المحيطة بمدينة الرمادي».
وأوضح أن «عناصر داعش المحيطين بمدينة الرمادي يحصلون على تعزيزات بصورة متواصلة من باقي المناطق، إضافة إلى الدعم الخارجي عبر الحدود»، مؤكداً «حاجة المدينة إلى تعزيزات عسكرية».
بدورها، ذكرت مصادر رسمية أن الحكومة العراقية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى الرمادي، مركز محافظة الأنبار، لمنع سقوطها بأيدي مسلحي «داعش»، بالتزامن مع فرض حظر شامل للتجوال في المدينة.
كذلك، أعلن قائد عمليات محافظة الأنبار، اللواء الركن قاسم المحمدي، عن وصول ثلاث طائرات تحمل أسلحة وأعتدة إلى مطار الحبانية العسكري، شرق الرمادي، (110 كلم غرب بغداد).
وفيما أكد المحمدي الذي تسلّم مهماته الرسمية أمس، كقائد لعمليات الأنبار، أن الأسلحة ستوزع على القوات الأمنية ومقاتلي العشائر لصدّ هجمات «داعش» على المحافظة، أشار إلى أن الوضع الأمني في المحافظة تحت سيطرة القوات الأمنية.
إلى ذلك، أفاد مصدر أمني في عمليات الأنبار أن القوات الأمنية بمساندة أبناء العشائر طهّرت معسكر الفدائيين بالقرب من قضاء هيت غربي الأنبار من تنظيم «داعش».
(الأخبار)



نجيرفان البرزاني: الأكراد غير مستعدين للموت من أجل الموصل

أكد رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان البرزاني، أن أياً من المكونات العراقية لم يبق لديها أي انتماء للدولة، مبيناً أن الأكراد غير مستعدين للتعرض للقتل من أجل مدينة الموصل.
وأوضح البرزاني، في مقابلة مع صحيفة «فايننشل تايمز» البريطانية، أن «الكونفدرالية قد تكون حلاً لكل المشاكل»، مشدداً على أن العراق «يحتاج الآن إلى وضع جديد لكي تستطيع مكوناته أن تدير وتعيش في جغرافيا اسمها العراق».
وأضاف أنه «قد لا تجدون أحداً في كردستان يؤمن بأن العراق سينجو من المشاكل الحالية»، وشدد على أن «الأكراد ليسوا مستعدين للتعرض للقتل من أجل السنّة أو الشيعة والعكس» صحيح.
(الأخبار)