بغداد ـ الأخبار حاول رئيس الحكومة التركية، أحمد داود أوغلو، إبعاد التُهم الموجهة إلى بلاده، بشأن تسهيلها مرور عناصر تنظيم «داعش» إلى العراق، من خلال تقديمه المساعدة العسكرية، إلى بغداد، في حربها ضد التنظيم، لكن لم ترشح أية معلومات عن موقف الحكومة العراقية من هذه المبادرة على نحو رسمي.

مصادر مطلعة كشفت لـ «الأخبار» أن «العراق لن يوافق على الطلب الذي تقدمت به الحكومة التركية، بشأن إرسال قوات برية، لمساعدته في الحرب ضد «داعش»، موضحاً أن «العراق، لا يريد أن يكون ساحة قتال تستخدمها تركيا، من أجل مصالحها».
وأعلن رئيس الحكومة، حيدر العبادي، عن اتفاقه مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو على تبادل المعلومات الأمنية والاستخبارية في مواجهة «داعش» وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.
وأضاف العبادي، في مؤتمر صحافي مشترك، أن «رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو عرض التعاون العسكري في مواجهة داعش وعدّ تهديد التنظيم ليس للعراق والمنطقة فقط، بل هو تهديد لتركيا أيضاً، ونحن نرحب بالموقف التركي الداعم للعراق»، مؤكداً أن العراق حريص على استمرار العلاقات مع تركيا، وخصوصاً أن البلدين يواجهان خطراً إرهابياً آتيا من سوريا.
وأوضح أن «الطرفين ناقشا الملف الاقتصادي والعلاقات بين البلدين والتهديد الأمني للعراق والمنطقة»، مبيناً أن «هناك اتفاقاً جوهرياً ينص على تبادل المعلومات بين البلدين، والتعاون الأمني الكامل».
وحول الحرب على «داعش»، بيّن رئيس الحكومة العراقية، الذي قبل دعوة لزيارة أنقرة الشهر المقبل، أن «العراق تحول اليوم من موقف المدافع، وكانت بغداد مهددة، إلى القتال في مناطق أخرى»، مؤكداً أن «العد العكسي لداعش بدأ ويتجه الآن نحو الهزيمة»، وفيما لفت العبادي إلى أن «القوات المسلحة تعمل بخطة متكاملة»، بيّن أن «العراق لا يحتاج لأي قوات أجنبية ولديه أعداد كافية من القوات العسكرية والأمنية والحشد الشعبي».
من جانبه، أكد داود أوغلو أن هذه الزيارة ستفتح مساراً جديداً في العلاقات التاريخية بين البلدين، وأن استقرار العراق استقرار لتركيا.
وأوضح داود أوغلو أن بلاده ستبذل أقصى جهدها للتعاون مع العراق لمكافحة الإرهاب، مشدداً على عدم وجود أي دليل على «تورط» تركيا بدعم «الإرهاب»، عاداً تلك التهم بـ «الافتراءات».
زيارة داود أوغلو هي الأولى له في منصبه الجديد، والأولى لمسؤول تركي إلى بغداد بعد تعيين حيدر العبادي رئيساً للحكومة. وتأتي الزيارة في إطار سعي الدولتين الجارتين إلى إنهاء التوتر الذي شهدته العلاقات خلال فترة ترأس نوري المالكي، ورجب طيب أردوغان رئاسة حكومتي البلدين.
كذلك التقى رئيس الحكومة التركية، الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، الذي أكد تطلع بلاده، إلى «تعاون أوثق مع الجارة تركيا في المجالات كافة، ولا سيما التعاون في مكافحة الارهاب». وقال معصوم، بحسب تصريح له على هامش اللقاء أن «العراق يواجه الآن خطر إرهابيي «داعش»، وأن «الدعم التركي في هذه المواجهة مهم جداً، وخصوصاً في ايواء النازحين».
كما التقى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري بحضور نائب الأخير، همام حمودي.
من جهة أخرى، كشف رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، أن افتتاح السفارة السعودية لن يستغرق أكثر من شهر.
وقال الجبوري في ختام زيارته إلى الرياض إن «تصريحات المسؤولين السعوديين تشير إلى أن المسألة لن تستغرق شهراً»، لافتاً إلى أن بلاده تنتظر اطلالة وفد أمني سعودي، لبحث المسائل اللوجستية المتعلقة بافتتاح السفارة.
وعن العلاقات بين بلاده والمملكة، أكد الجبوري أن زيارة معصوم كسرت الجمود في العلاقة، لكنه أشار إلى أن إذابة الجليد تحتاج إلى وقت، مبديا قناعته بأن إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي «لا تحتاج إلى جهد كبير».