«القنيطرة طريقنا إلى دمشق، وستكون قريباً تحت سيطرتنا بالكامل»، هذا ما أكّده مصدرٌ من داخل «غرفة عمليات فتح الشام» لـ«الأخبار». كلام المصدر جاء بالتزامن مع أنباء عن سيطرة مسلحين تابعين لمجموعات عدة على قرية المشاعلة، وأجزاء واسعة من مدينتي البعث وخان أرنبة، وعلى مقارّ حكومية فيهما. محاولات السيطرة على القنيطرة ليست جديدة. المحافظة التي تتمتع بأهمية استراتيجية، رغم مساحتها الصغيرة نسبياً، تُعتبر بوّابة نحو العاصمة دمشق وغوطتها، ما يُفسّر إصرار المسلحين على إبقائها مسرحاً لعملياتهم المتكررة، وبصورة تتناسبُ مع إحكام الجيش السوري حصاره للغوطة.
«الغرفة» كانت قد أعلنت إطلاق معركة «فتح من الله ونصر قريب» التي تستهدف مدينتي البعث وخان أرنبة في ريف القنيطرة، بمشاركة «حركة أحرار الشام الإسلامية، الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، كتائب أكناف بيت المقدس، جيش الإسلام»، ومجموعات أخرى. المناطق المتداخلة إدارياً بين الريف الجنوبي لدمشق ومحافظة القنيطرة، شهدت معارك عنيفة بدأت بهجوم شنته المجموعات المسلحة على الحواجز الرئيسية في كلٍّ من خان أرنبة وسعسع ومدينة البعث وقرية الحميدية. ولاحقاً، أكدت مصادر معارضة أنّ مجموعات أخرى تشارك في المعارك، وعلى رأسها «جبهة النصرة»، وأن المعارك «أسفرت عن سيطرة المسلحين على مبنى المحافظة، ومفرزة الأمن العسكري في خان أرنبة». كذلك أفاد ناشطون عن سقوط قذيفة هاون داخل الشريط الحدودي مع إسرائيل في الجولان السوري المحتل. مصدر عسكريٌ مطَّلع قال في اتصالٍ مع مراسل «الأخبار» أحمد حسان إنه «لا معلومات واضحة حتى الآن عن وضع عناصر فرع الأمن العسكري في البعث. الاشتباكات منذ صباح اليوم (أمس) لم تهدأ في هذه المحاور، والمعركة في المدينة لا تزال بين أخذ ورد ومفتوحة على كل الاحتمالات، ولا يزال الجيش العربي السوري مستمراً في معاركه لبسط الأمان في كامل الأراضي السورية». كذلك ذكَّر المصدر بأن كل تحركات المعارضة المسلحة في جنوب سوريا «باتت مكشوفة لجهة التنسيق والارتباط بين الإرهابيين والكيان الصهيوني، تدريباً وتخطيطاً وتنفيذاً. هدفهم اليوم هو تهديد الأمان في العاصمة واختراقها من الجنوب، غير أن صمود الجيش ما زال يقف لهم بالمرصاد وعائقاً يحول دون تنفيذ مخططاتهم».
على صعيد آخر، تواصلت حملة «جبهة النصرة» وحلفائها «جند الأقصى» ضد «جبهة ثوار سوريا» في ريف إدلب. ونقل «المرصد السوري لحقوق الانسان» عن «مصادر موثوقة» قولها إن «مقاتلين من جند الاقصى نفذوا مداهمات في قرية دير الشرقي (ريف معرة النعمان الشرقي) واعتقلوا ستة مقاتلين من ألوية النصر القادم التابعة لجبهة ثوار سوريا»، بينما أبلغت مصادر أخرى المرصد أن عناصر جند الأقصى دهموا أحد مقار ألوية النصر القادم في القرية، واستولوا على أسلحة وذخيرة كانت موجودة في المقر قبل انسحاب اللواء في وقت سابق.
وشهدت مدينة معرة النعمان ولادة «تحالف عسكري جديد» باسم «مجاهدي معرة النعمان»، الذي ضمّ مجموعات عدّة منها «فيلق الشام»، «صقور المعرة»، «الفرقة 13»، و«كتيبة أهل السنّة».
إلى ذلك، قالت مصادر «جهادية» إن «جبهة النصرة» قد أعادت فتح الطرق المؤدية إلى مدينة إدلب، بعد أن أغلقتها «رداً على قيام قوات النظام باعتقال اثنتين من ذوي مقاتلين شاركوا في الهجوم على مدينة إدلب الشهر الماضي». ووفقاً لما تداولته المصادر، فقد «تم التوصل إلى اتفاق تُوّج بالإفراج عن المُعتقلَتين، وقامت النصرة في المقابل بإعادة فتح الطريق».