كانت أولى ثمار اللقاء الثلاثي الذي جرى في عمان، مساء أول من أمس، أن قوات الاحتلال سمحت للمقدسيين من كل الأعمار بالدخول إلى باحات المسجد الأقصى وأداء صلاة الجمعة أمس، وذلك لأول مرة منذ مدة طويلة، كما جرت إزالة المكعبات الإسمنتية التي نصبت بين حيي العيساوية والتلة الفرنسية شمالي القدس. وكان اللقاء قد ضم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، والملك الأردني عبد الله الثاني، وخرج منه إعلان كيري «التزامات» لتخفيف التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل، «والحفاظ على الوضع الراهن» في الحرم القدسي.
وإن وصفت نتائج اللقاء بأنها إيجابية في الظاهر، فإنها بالتأكيد لم تكن نتيجة شعور الأطراف المشاركة بأن الخطوات الإسرائيلية التصعيدية كان يجب وقفها، بل من الواضح أن التدهور الأمني الكبير وانطلاق سلسلة عمليات فردية، كلها دفعت نتنياهو إلى قبول مخرجات سريعة لتهدئة الأوضاع، وإلا لكان قد سار نحو التقسيم الزماني والمكاني كما حدث في الحرم الإبراهيمي في الخليل سابقا.
أيضاً، وصل صناع القرار السياسي والأمني في تل أبيب إلى قناعة واضحة بأن التشديد الأمني لن يمنع توالي العمليات الفردية، وهو ما تجلى في تصريحاتهم المتوالية، علماً بأن رئيس وزراء العدو ظل في المرحلة الأولى صامتا يترقب نتيجة هذه التصعيدات. وفي كل الأحوال، فإنه مع غياب تفاصيل «التسهيلات الموعودة»، من الواضح أن الأطراف المشاركة، وحتى السلطة الفلسطينية، تجنبوا جميعا ذكر مصير البناء الاستيطاني المتزايد.
وهكذا ستخفف القيود المباشرة على المقدسيين، فيما يمكن للاستيطان أن يستمر في ظل الإعلان أكثر من مرة مؤخرا عن عطاءات استيطانية بمئات الوحدات، وفي ذلك عودة إلى الوضع السابق (أي قبل شهر ونصف شهر) كما كان. هذا هو ما حاول نتنياهو التعبير عنه بقوله، إن «إسرائيل تلتزم الحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة وعدم المساس بها»، مؤكدا «احترام الدور الأردني الهاشمي التاريخي في الحفاظ على القدس ورعايتها»، لكن من اللافت الإشارة إلى أن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، جين ساكي، قالت إن مشاركة نتنياهو في اللقاء لم يجر التخطيط لها سابقا.
برغم ذلك، نشبت أمس مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال بعدما تسلل شبان فلسطينيون إلى منطقة مطار قلنديا شمال القدس. وهناك أطلقت قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز على الشبان ما أدى الى إصابة عدد منهم.
(الأخبار)