صعّدت حركة «حماس» مواقفها من «فتح»، يوم أمس، بعدما أعلنت أنها لن تقبل استمرار ما سمته «تعطيل المجلس التشريعي»، الذي اتفق على تفعليه في الخامس عشر من الشهر الجاري بناء على آخر لقاء بينهما في القاهرة، مهددة بخطوات بديلة بعد هذا التاريخ. وقال القيادي في «حماس» والنائب في التشريعي عن كتلتها البرلمانية، خليل الحية، إن كتلة «التغيير والإصلاح» لن تقبل استمرار تعطيل المجلس مع مواصلة «الرئيس محمود عباس وحركة فتح إعاقة التئامه»، موضحا أن من البدائل ممارسة المجلس عقد جلساته الطبيعية وسن القوانين والتشريعات، وكذلك محاسبة الحكومة القائمة (الوفاق)، كما هدد، في تصريح صحافي، بأنه إذا رفضت الحكومة الاستجابة للمراقبة والمحاسبة، «فسنعلن سحب الثقة منها، سواء عبر المجلس التشريعي أو عبر تفاهمات وطنية وفصائلية»، لكنه ترك الباب مفتوحا بدعوته إلى انتخابات عامة (الرئاسية والتشريعية، والمجلس الوطني).
في غضون ذلك، اتهمت «حماس» الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة المحتلة بمواصلة ملاحقة كوادرها، قائلة إنه جرى أخيرا استدعاء عدة مواطنين فيما لا يزال آخرون قيد الاعتقال. كذلك في غزة، أعلنت نقابة الموظفين المقربة من الحركة أنها ستواصل احتجاجها بإضراب كامل الثلاثاء المقبل «حتى نيل حقوق الموظفين كافة»، مطالبة حكومة التوافق بتحمل مسؤولياتِها.
وفيما تبدو غزة مقبلة على توتر سياسي كبير، نفى عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، عزام الأحمد، أن تكون «فتح» قد قررت قطع الاتصالات مع «حماس». وأكد الأحمد، في حديث متلفز، أنه طلب من عضو المكتب السياسي لـ«حماس»، موسى أبو مرزوق، الكشف عن المتورطين في التخطيط والتنفيذ لتفجيرات غزة كون «حماس» هي المسؤولة أمنيًا في القطاع.
بالتوازي مع ذلك، تحدثت مصادر فلسطينية عن وساطات تقودها كل من «الجهاد الإسلامي» و«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» من أجل عقد لقاء بين «فتح» و«حماس» في القطاع، لكن الحركتين رأتا أن ذلك مبكر وسابق لأوانه، باعتبار أن نتائج التحقيقات الخاصة بالتفجيرات الأخيرة في غزة هي التي ستحكم طبيعة العلاقة بين الحركتين لاحقا.
هنا، أكد مسؤول العلاقات الخارجية في «الجهاد الإسلامي»، خالد البطش، أنهم عقدوا لقاء مع مسؤول الأمن في قطاع غزة، اللواء صلاح أبو شرخ، من أجل الوقوف على الوضع الأمني، مشيرا إلى عقد لقاءات أخرى مع «فتح» و«حماس» من أجل وقف الخطاب الإعلامي المتوتر. وأضاف البطش، في حديث صحافي، أنه «لا يمكن أن تكون هناك انتفاضة في القدس فيما تشتعل غزة بالخلافات».
وعن المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال والمقاومة، لفت البطش إلى أن القاهرة لم توجه دعوات إلى الفصائل الفلسطينية لاستئناف مفاوضات تثبيت التهدئة منذ عقد اللقاءات الأخيرة، وخاصة بعد التفجيرات التي طاولت الجيش المصري في سيناء.