اشتباكات عنيفة خاضتها قوات الجيش السوري في بلدة الشيخ مسكين، شمالي درعا، انتهت بسقوطها بالكامل تحت سيطرة مسلحي «الجبهة الإسلامية» و«جبهة النصرة». سقوط القرية، يغلق الباب أمام الجيش السوري ضمن المثلث الشمالي من سهل حوران، الذي يشمل مدينة نوى (سقطت أول من أمس) والشيخ سعد التي سقطت منذ أشهر، بعد وقت مضى كانت خلاله المنطقة قاعدة عسكرية للجيش السوري، ومركز انطلاق للمعارك الدائرة. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أنّ سيطرة الجيش اقتصرت، خلال الأشهر الفائتة، على الطرق المؤدية إلى المنطقة عبر أراضٍ زراعية وعرة، فيما سيطر المسلحون على الطرق الرئيسية إلى هذه القرى المتساقطة.
وذكر المصدر أن خطوط التماس في درعا وريفها تُعَدّ أكثر خطوط التماس تداخلاً. سقوط المناطق المذكورة أثر سلباً في الطريق القديم بين دمشق ــ درعا، إذ اعتمد المسلحون على السيطرة الكاملة على نوى والشيخ مسكين واللواء 112، بهدف الضغط على الطريق الرئيسي وقطع الإمدادات عن قوات الجيش في درعا. ويشير المصدر إلى أن للمسلحين هدفاً إضافياً من السيطرة على هذه القرى، هو تخفيف الضغط عن بلدة عتمان، الواقعة على مدخل درعا الشرقي، والتي يحاصرها الجيش منذ أشهر. ويرى المصدر أن خسارة المعركة في المنطقة شكّلت مفاجأة للجيش في المنطقة الجنوبية، باعتبار أن النتائج جاءت مخيبة، إذ فتحت الاحتمالات أمام إطباق المسلحين على درعا بالكامل. غير أن المصدر يستدرك ويقول: «الاشتباكات قائمة حول الشيخ مسكين التي تعتبر مطوّقة، بهدف الضغط عل المسلحين منعاً لقطع طرق إمداد الجيش، باعتبارها عقدة مواصلات هامة». وتقتصر سيطرة الجيش على المربع الأمني وسط درعا المدينة، والمتمثل بالمحافظة ومحطة البريد والجامعة، إضافة إلى فرع الأمن العسكري. فيما تتداخل خطوط التماس بدءاً من المخيم الفلسطيني في المدينة، إذ يسيطر المسلحون على درعا البلد، ما يعني أن المعارك ستدور حول الطريق العام، ما لم تتحرك قوات الجيش لفتح منافذ عسكرية ضمن القرى المسيطر عليها حديثاً، من قبل مسلحي «النصرة» و«الجبهة الإسلامية». إلى ذلك، تواصل مدفعية الجيش السوري استهداف تجمعات المسلحين في نوى والشيخ مسكين والشيخ سعد، بالإضافة إلى مقر لـ«لواء عبد الرحمن» في بلدة طفس جنوب غرب درعا.
وفي الغوطة الشرقية تتواصل الاشتباكات في محيط بساتين بالا وبلدتي جسرين وزبدين، بالتزامن مع تركيز أهداف مدفعية الجيش السوري داخل هذه البلدات. فيما تتواصل حرب الأنفاق على محور جوبر ــ زملكا. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أنّ عناصر الجيش حفروا نفقاً طوله 135 متراً، يصل إلى منطقة المولات. وبحسب المصدر، فإن تفجير النفق أدى إلى تدمير جزء كبير من «المول»، الذي يعتبر خط تماس أول بين الجيش والمسلحين، باعتباره مركز تجمع مهم لمسلحي جبهة «النصرة». ويؤكد المصدر أن حصيلة التفجير هي 14 قتيلاً من عناصر «النصرة». يأتي ذلك بعد مضيّ أكثر من شهر على سيطرة الجيش على القطاع الشمالي من جوبر وصولاً إلى جسر زملكا، حيث تتمركز قوات الجيش على مشارف عربين، تمهيداً لعمليات عسكرية متوقعة.