باتت مدينة حلب في الشمال السوري تطغى على ديناميكية المشهد السياسي المرتبط بالحرب المزعومة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، في حراك تصدت له، خلال الأيام الأخيرة، كل من فرنسا وتركيا المتقاربتين راهناً.وحذّر رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، من «سقوط» مدينة حلب السورية، وتداعيات ذلك على «تفاقم أزمة اللاجئين» في تركيا. وقال، عقب انتهاء اجتماع مع قادة هيئة الأركان التركية، إن «الشعب السوري يناضل بشرف منذ نحو ثلاث سنوات، وتركيا ستواجه مشكلة كبيرة بخصوص مسألة اللاجئين إذا سقطت مدينة حلب التي تعتبر رمز المقاومة التي يخوضها الشعب السوري، لذلك نحن كنا نطالب بتأسيس منطقة آمنة».

وانتقد داود أوغلو «ازدواجية المعايير» لدى المجتمع الدولي، مضيفاً: «سبق أن حذّرنا المجتمع الدولي بشأن (الرئيس السوري بشار) الأسد الذي استفاد من تركيز العالم أجمع على بعض المناطق والمدن الرمزية».
من جهته، دعا أول من أمس وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، «التحالف الدولي» إلى «تركيز جهوده على حلب»، معتبراً، في مقالة نشرتها صحف لوفيغارو الفرنسية وواشنطن بوست الاميركية والحياة العربية، انه «بعد كوباني يجب انقاذ حلب». وكتب فابيوس ان عاصمة الشمال السوري «تواجه اليوم خطر الوقوع بين فكي كماشة براميل النظام المتفجرة وسفاحي داعش». وختم مؤكداً أنه «بعد كوباني يجب انقاذ حلب».
ومن ناحيتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية، جنيفر بساكي: «إن أراد الفرنسيون التحرك عسكرياً في سوريا، وهذا ما لم يفعلوه حتى الآن، سنكون بالتأكيد مستعدين للبحث معهم في المساهمات التي يريدون تقديمها». وكان الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، قد وجه خلال الأسبوع الماضي انتقادات حادة في باريس الى «التحالف الدولي»، آخذاً عليه تركيز قصفه على مدينة عين العرب (كوباني). ووافق الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، على ان «كوباني» لا تختصر كل المهمة، مؤكداً ان «المدينة الرئيسية» في المعركة هي حلب.
في هذا الوقت، يتوجه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إلى السعودية اليوم، لإجراء زيارة رسمية، استجابة لدعوة وجهها نظيره، سعود الفيصل. وأوضح بيان صادر عن الخارجية التركية، أن وزيري خارجية البلدين سيتناولان خلال الزيارة «مستقبل العلاقات الأخوية، والودية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية، والدولية الراهنة». وأضاف البيان أن «تركيا تولي أهمية خاصة لمسألة أمن السعودية واستقرارها، وهي التي تحظى بمكانة ودور مهم على الساحتين الدولية والإقليمية».
وتأتي هذه الزيارة عشية لقاء وزير الدفاع التركي، عصمت يلماز، برئيس الوزراء القطري، عبد الله بن ناصر، ووزير الدفاع، حمد بن علي العطية.
في غضون ذلك، استقبل، يوم أمس، الملك الأردني، عبد الله الثاني، رئيس الاستخبارات العامة السعودي، خالد بن بندر بن عبد العزيز. وقالت وكالة الأنباء السعودية إنه جرى خلال اللقاء «بحث عدد من المواضيع التي تتعلق بالعلاقات الثنائية المتينة بين البلدين الشقيقين والقضايا ذات الاهتمام المشترك».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)




خطة بديلة للصراع في سوريا

تساءل الكاتب الأميركي ديفيد إغناتيوس، في مقال في صحيفة «ذي واشنطن بوست»، عما إذا كان هناك خطة «كفيلة بإنقاذ سوريا». وقال إن تقريراً أعدته مجموعة وساطة أوروبية بتمويل من أكثر من 12 حكومة أوروبية وآسيوية، يرى أن الحلّ على المدى القريب لا يكمن في تشكيل حكومة انتقالية ولا في تقاسم السلطة، بل في وقف إطلاق النار وتجميد الحرب وتنظيم انتخابات على وجه السرعة.
ورأى الكاتب أنه استناداً إلى هذا التقرير، من المتوقع التقدم نحو انتخابات، وبالتالي نحو حلّ سياسي وانتقال للسلطة تتفاوض عليه الأطراف، وسيؤدي إلى دعم المعارضة المعتدلة للرئيس السوري بشار الأسد.
وأشار إغناتيوس إلى أن المجموعة التي أعدت التقرير قامت بعمل ميداني مكثف، التقت خلاله مسؤولين سوريين، وعدداً من قادة المعارضة المعتدلة وأعضاء في المجموعات المتطرفة المنضوية تحت «جبهة والنصرة» و«الدولة الإسلامية».
وأضاف أنه حصل على التقرير من قبل مصدر أميركي رفض الكشف عن اسمه، واشترط عليه عدم الكشف عن اسم مجموعة الوساطة. واعتبر إغناتيوس أنه برغم أن الخطة البديلة التي يقترحها التقرير تبدو غير واقعية، إلا أنها قد تساعد في تخفيف العنف.
(الأخبار)