غزة | رغم أن جميع المؤشرات تشي بتأكيد عقد حركة «فتح» مهرجانها المركزي لذكرى رحيل زعميها، ياسر عرفات (أبو عمار)، في قطاع غزة، فإن ترنح حالة الوفاق الداخلي بين الحركة و«حماس» يثير الشكوك بأن يعقد المهرجان في الموعد المقرر له، في الحادي عشر من الشهر الجاري.
القيادة السياسية في «حماس» أبدت موافقتها العلنية على إقامة المهرجان الذي حجب طوال سنوات سيطرة «حماس» على غزة، لكن من غير الواضح هل ستصمت القواعد الجماهيرية للحركة التي أقامت حكومة لنحو سبع سنوات عن إقامة المهرجان في ظل «تخلي حكومة الوفاق عن الاعتراف بالموظفين في غزة»، وبخاصة العسكريون منهم.
في المقابل، قالت «فتح» على لسان المتحدث باسمها في غزة، فايز أبو عيطة، إنها لا يمكن أن تلتفت إلى الدعوات التي من شأنها إحباط المهرجان. وأوضح أبو عيطة لـ«الأخبار» أن حركته حصلت على موافقة من «الوفاق» التي تتخذ من رام الله مقرا لها من أجل السماح بإقامة المهرجان في ساحة الكتيبة غرب غزة خلال الموعد المقرر، مؤكداً أن رمزية (أبو عمار) ستجمع «الكل الفلسطيني» حول ضرورة إحياء الذكرى العاشرة لرحيله.
ميدانيا، ترجمت وزارة الداخلية التابعة للحكومة السابقة في غزة قرار «الوفاق» بالسماح لإقامة المهرجان في إعلانها مطلع الأسبوع أنها ستعمل على تأمين المهرجان المقرر أن تقيمه «فتح»، وأوضح بيان صادر عن «الداخلية» أن لقاء جرى بين قيادة جهاز الأمن الداخلي وممثلاً عن قيادة «فتح» في غزة بشأن التنسيق لإقامة المهرجان.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها «داخلية غزة» تأمين مهرجان لـ«فتح»، إذ سمحت «حماس» العام الماضي بإقامة مهرجان جماهيري لفتح بمناسبة ذكرى انطلاقتها أقيم في ساحة السرايا وسط غزة، وذلك في «بادرة حسن نية» من الحكومة التي كان يرأسها إسماعيل هنية، لكن التحديات تبدو هذه المرة أكثر تعقيداً، وخصوصاً أن حالة الاشتباك الإعلامي وصلت إلى ذروتها بين قيادات ومؤيدي الحركتين في الأيام الأخيرة.
ودشن ناشطون في حماس لهاشتاغ (#لن_يحتفلوا) ضد عقد الاحتفال، وقالوا إن الحكومة ليست مخولة منح تصريح لإقامته على ضوء تخليها عن دفع رواتب العسكريين الذين يطلب منهم تأمين وحماية المهرجان، لكن أبو عيطة قال إن «فتح» معنية بأن يخرج الاحتفال بطابع وحدوي يجمع الفصائل، بما فيها «حماس» التي من المقرر دعوتها إلى حضور الاحتفال، لافتا إلى أن السماح بإقامة المهرجان «جزء من المصالحة الوطنية».
أما النائب في المجلس التشريعي عن «حماس»، يحيى موسى، فقال إن حركته تدعم مد جسور الثقة والتعاون مع «فتح»، لذا «يجب أن نسمح لها بإقامة المهرجان، لكن علينا أن نميز في الوقت نفسه بين فتح كحركة، وبين التحالف الذي يمثله (محمود) عباس بصفته شخصا يعزز الانقسام». وأضاف لـ«الأخبار»: «لا بد أن تحنو حماس على الجميع، وبما في ذلك فتح، لأن النقيض هي النخب التي وضعت نفسها في خانة الاحتلال كعباس وجوقته»، داعياً «فتح» إلى إزالة الصمت عن التحقيق حول قتلة أبو عمار، «لأنها تعلم القاتل ويمثل أمامها».
وسبق أن أكد أمين السر للمجلس الثوري لحركة «فتح»، أمين مقبول، في تصريح صحافي، أن عباس وجه الدعوة إلى كل أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري من أجل حضور المهرجان الذي سيقام في غزة، فيما من المقرر أن يلقي أبو مازن نفسه خطابا خلال المهرجان يتحدث فيه عن تحديات المرحلة المقبلة ومستقبل المصالحة مع «حماس» التي طالبت بـ«محاكمته» قبل أيام.