أكد رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، عزم حكومته على «تحرير جميع المناطق» التي يسيطر عليها تنظيم «داعش». وقال العبادي، خلال لقائه وزير الدفاع البريطاني مايكل فولن في بغداد، إن القوات العراقية «تحرز انتصارات كبيرة على تنظيم داعش الإرهابي في مختلف الجبهات، وحررت الكثير من المناطق»، فيما أعلن فولن أن بلاده سترسل مدربين للإسهام في رفع كفاءة القوات العراقية.
كذلك، ذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن رئيس الحكومة بحث مع فولن موضوع مكافحة الإرهاب، ولا سيما «داعش». وقال المكتب إن العبادي ذكر أن حكومته عملت «على خلق مناخ للثقة عزز مشاركة العشائر وتعاونها» مع القوات المسلحة.
أما وزير الدفاع البريطاني، فهنأ العبادي على «التقدم الذي تحققه القوات العراقية»، مجدداً دعم بلاده لبغداد في مجالات التسليح والتدريب والإسناد «وكل ما تحتاج إليه في حربها ضد الإرهاب». والتقى فولن، يوم أمس، نظيره العراقي، خالد العبادي، وبحث معه الخطط لمكافحة «الإرهاب» في العراق وتقديم المساعدات المتيسرة لدى القوات البريطانية. وكشف الوزير البريطاني، في وقت لاحق، أن بلاده سترسل مدربين دون أن يذكر معلومات عن أعدادهم.
فولن نفى، في مقابلة إذاعية، أن لندن تنوي إرسال قوات برية إلى المنطقة، مشدداً على أن المدربين، الذين سيأتون إلى العراق، سيعملون على إرشاد وتدريب جنود عراقيين في كيفية مواجهة «داعش».
من جهة أخرى، دعا وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، إلى تكييف المجتمعين العراقي والتركي لتقبل حقيقة التجاور الجغرافي بين البلدين، حاثّاً أنقرة على دعم بغداد أمنياً ومواصلة الاستثمار. وقال الجعفري، خلال مؤتمر مشترك مع نظيره التركي مولود أوغلو في أنقرة، إننا «مصرون على أن تبقى العلاقة بين تركيا والعراق استراتيجية ثابتة كثبات الجغرافيا»، مشيراً إلى أنه «ليس أمامنا اليوم إلا أن نكيّف مجتمعاتنا ومصالحنا على احترام هذه الحقيقة للانسجام».
ولفت الجعفري إلى أن أملنا هو «أن تستمر تركيا بدعم العراق أمنياً»، مشيراً إلى أن «وقوف العراق وتركيا جنباً إلى جنب سيعزز مكانة الدولتين».
أما مولود أوغلو، فأعرب عن أسفه لغياب استراتيجية شاملة لمكافحة «داعش» في العراق، وأشار إلى أن أنقرة «تعرف المنطقة جيداً وتدرك أسباب المشكلات الإرهابية وتقوّمها بواقعية». كذلك لفت الوزير التركي إلى أنه «يجب تجفيف مستنقع الإرهاب بسياسة تأخذ في الاعتبار الأبعاد السياسية والإنسانية والعسكرية».
وكان الجعفري قد وصل إلى تركيا، يوم أمس، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام سيلتقي خلالها مسؤولين في الحكومة لإجراء مباحثات في العلاقات الثنائية «وتبادل الآراء في القضايا الإقليمية والدولية». وأعلنت الخارجية التركية، في بيان، أن «زيارة الجعفري ستكون مؤشراً واضحاً على دعمنا للعراق في حربه ضد الإرهاب، وتطوير ثقافة الديموقراطية فيه، واستعادة مكانته التي يستحقها في المنطقة». ومن المقرر أن يلتقي الجعفري رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، وأيضا رئيس البرلمان التركي جميل جيجيك.
في تطور لافت جرى لقاء بين وزير الداخلية العراقي ورئيس حكومة قطر

في تطور بارز في توقيته، التقى وزير الداخلية العراقي، محمد سالم الغبان، يوم أمس، رئيس الوزراء القطري، عبد الله بن خليفة آل ثاني، في العاصمة القطرية الدوحة. وقالت وكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن «رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية استقبلا اليوم (أمس)، وزير الداخلية العراقي، وعدداً من رؤساء الوفود المشاركين في المؤتمر الدولي حول (تحديات الأمن وحقوق الإنسان في المنطقة العربية) في فندق الريتزكارلتون في الدوحة». وأضافت «قنا» أنه «جرى خلال المقابلات استعراض العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى بحث عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر».
إلى ذلك، أكد مستشار مجلس أمن إقليم كردستان، مسرور البرزاني، أن الحكومة المركزية في بغداد «تضغط» على العالم لمنع إعطاء الإقليم أسلحة ثقيلة «برغم أن تسليح قوات البيشمركة حق دستوري للإقليم، وهذه خطوة غير سليمة من الحكومة العراقية». وشدد، في كلمة أمام البرلمان الأوروبي يوم أمس، على أن «بغداد تفرض حصاراً اقتصادياً على كردستان، وقطعت ميزانية الإقليم ومستحقاته المالية، مع أن قوات البيشمركة تدافع عن العراق، وهو بهذا خالف المعايير الدستورية والإنسانية كافة».
كذلك، طالب البرزاني دول الاتحاد الأوروبي بتقديم أسلحة ثقيلة، ومساعدات مادية وسياسية إلى حكومة الإقليم، لافتاً إلى أن «البشمركة هي القوات الوحيدة القادرة على هزيمة داعش عبر عمليات بريّة». ورأى أن المساعدات «السخية» بالأسلحة الخفيفة التي قدمت إلى البشمركة من بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، «ليست كافية للوقوف في وجه الصواريخ والدبابات والأسلحة الأخرى التي استولى عليها التنظيم من الجيشين السوري والعراقي».

(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)